علينا أن ننظر ونتأمل ونتعلم!

TT

في برامج «عالم الحيوان» يلفتون النظر إليها بصورة مرعبة: أسد يطارد غزالا.. نمر يطارد ثورا.. أفعى تبتلع بطة.. تمساح يلتهم أفعى.. أفعى تلتهم تمساحا.. صور العنف والدم والموت والوحشية.. ولكن لا ينشرون صور الحيوانات وهى تحمي صغارها.. وهي تموت من أجل الرضيع.. وهي تتعذب عندما تنتبذ لها مكانا قصيا للتدفئة.. ومن حولها الحيوانات الأخرى تحميها: حنان الأم، دفء الأمومة، تضحية الأب من أجل الجميع.

أينما توجهنا فثم وجه الله.. عظمته.. حكمته.. قدرته اللانهائية على الإبداع.. في النبات والحيوان والماء والأرض.. في الورقة.. في المجرة.. في الزهرة.. في الحشرة..

وإذا نظرت وتأملت فسوف تجد أن الإنسان قد تعلم الكثير من الحيوان وليس العكس. مثلا: عندنا في مصر صديق للفلاح اسمه «أبو قردان»، طائر أبيض يأكل ديدان الأرض. هذا الطائر له مخلفات حمضية إذا سقطت على الملابس أهلكتها، وعلى الأشجار وعلى السيارات. هذا الطائر يصاب بالإمساك ويعالج نفسه بأن يملأ منقاره بالماء ثم يحقن نفسه ـ ولذلك كان الفراعنة أول من اخترع الحقنة الشرجية.

الأمريكان عندهم مطارات وسط الغابات ووسط الحقول، وتتعرض الطائرات للطيور تدخل في محركاتها فتعطلها.. وفى الغابات والحقول صور كثيرة وأخطار تتعرض لها الطائرات.

وكان الحل هو رش هذه الطيور بمادة نترات الفضة. هذه المادة تذيب المواد الدهنية من ريش الطيور، والمادة الدهنية عازلة، فتصبح الطيور عريانة تماما فتموت من البرد!

هذه الفكرة البديعة منقولة من عالم الطيور، فالغربان كثيرا ما تهاجم أعشاش الطيور وأوكارها، فتأكل صغارها وتشرب البيض. ولا تملك الطيور الصغيرة قدرة على مقاومتها. ولكن بعض العصافير تتجمع بسرعة وبالألوف وتتبرز على هذا الغراب حتى يثقل وزنه ويلتصق ريشه، ويصبح عاجزا عن الطيران، ويسقط على الأرض فريسة لحيوانات أخرى!

وليس هذا اكتشافا عظيما ـ دائما هي دعوة لأن نرى وننظر ونتأمل ونتعلم من الحيوانات التي هي أدنى درجة منا ـ وإن كانت بحكمتها التي تعلمتها في ملايين السنين ليست كذلك!