كأن الذي أصابه في حياته قليل، ولذلك فنحن نبهدله.. اسما وشكلا وحكايات. فنحن نكتب «جامبو» مرة بالجيم الخفيفة ومرة بالجيم الثقيلة ومرة بالباء الخفيفة ومرة بالثقيلة ونجعل الألف قبل الجيم ونجعلها بعد الواو..
وجامبو كلمة سواحيلي معناها: الكبير الضخم.. الرئيس..
وقد أطلق هذا الاسم على فيل سوداني انتقل إلى حديقة النباتات في باريس وانتقل إلى حديقة الحيوان في لندن. ولما حاول أحد أصحاب السيرك أن يشتري جامبو اعترض مائة ألف طفل وطلبوا من الملكة فكتوريا أن تمنع البيع.. ثم انتقل جامبو إلى كندا، حيث دهسه أحد القطارات وهو يحاول إنقاذ فيل صغير. وانتقل هيكله العظمي إلى أحد المتاحف وأقيم له تمثال ضخم بحجمه الطبيعي ـ ارتفاع أربعة أمتار..
وقد عرفت أوروبا الأفيال في غزو القائد هانيبال ـ 37 فيلا ـ سنة 218 قبل الميلاد.. وكان يبالغ في تخويف الناس حين يضع الأطفال فوق ظهور الأفيال ليوهم الناس بأنها تلتهم الصغار!
وبعد جامبو عاشت أفيال كثيرة قصصا بطولية وخرافية أيضا. ولكنها كانت دائما الضحية بسبب أنيابها العاج. وبسبب خرافة أخرى تقول إن مسحوق هذه العظام اللامعة الناعمة يقوي جنسيا!
فيل واحد في التاريخ هو الذي حكموا عليه بالإعدام. ونفذ الحكم. فقد اعتدى الفيل على أحد المدربين له في السيرك..
وسوف يبقى اسم جامبو.. جيمبو.. جامبيوا على هواه وبصورة مستقلة عن كل المحاولات لتصويب شكله ونطقه. فهو أكبر من أي أمل في كتابته بالصورة الصحيحة!