هل أصبحت فيرجينيا تحت عباءة أوباما؟

TT

كان فوز كريغ ديدز أمرا غير متوقع، لكنه كان ردا بالغا، من مرشح كانت التوقعات تشير، بالنسبة له، منذ أسابيع قليلة إلى خسارته، لكن ذلك حقق انتصارا كاسحا عوضا عن ذلك، فخلال الانتخابات الأولية التي أجراها الحزب الديمقراطي في فيرجينيا لاختيار مرشح الحزب لمنصب حاكم الولاية، تغلب كريغ ديدز، عضو مجلس شيوخ الولاية القادم من مقاطعة باث الريفية على تيري ماكايوليف رجل المال الأول في الحزب، الذي ربما تؤهله حماسته المتحررة لأن يكون مصدرا مفيدا للطاقة البديلة. وقد علت وجه ديدز ابتسامة وهو يتحدث إلى حشد من أبناء مقاطعته، وتحدث بكلمة واحدة مبديا دهشته قائلا: «يا إلهي»، ثم كررها مرة إثر مرة. ربما يكون ذلك نتيجة لأن من تتوقع خسارتهم يحظون بنوع من التعاطف، والديمقراطيون محظوظون لأن ديدز سيقودهم في اثنين من أكبر الانتخابات على منصب الحاكم في البلاد هذا العام. لن يكون من السهل السخرية من هذا المعتدل القادم من مدينة صغيرة، الذي يتحدث بلهجة مميزة لمسقط رأسه ويتسابق في أشد الولايات ولاء للحزب الجمهوري في البلاد، كلعبة للسياسات الإقليمية.

ولكي يحافظ الرئيس أوباما على الزخم السياسي الذي يحظى به، فإنه بحاجة على الأقل إلى فوز ديمقراطي واحد هذا الخريف، إما هنا أو في نيوجيرسي، حيث يوجد الديمقراطي جون كورزاين الذي تلقى تمويلا جيدا لكنه أعد لخوض المعركة.

من المؤكد أن كلا الانتخابين سيكون لهما تأثيرهما الحقيقي على السياسات الوطنية، بيد أن هناك تساؤلا أساسيا حول ما إذا كان سحر أوباما قادرا على أن يفوز في الوقت الذي لا يكون فيه طرفا في الانتخابات. فقد أسهمت فرق الناخبين التي استطاع تشجيعها للتصويت في اكتساح الديمقراطيين للانتخابات في 2008، لكنه على الرغم من ذلك يبقى انتصارا شخصيا. ويقول جيفري غارين، مستطلع آراء الجماهير ذو الصبغة الديمقراطية: «أحد الأسئلة التي أثيرت هذا العام: هل الناخبون الجدد أوباماويون أم سياسيون. هناك أدلة ظاهرة للعيان تشير إلى أن كثيرا من الديمقراطيين الذين كانوا غاية في الحماسة والطاقة في 2008 انجذبوا بشخصية أوباما غير آبهين للسياسات بصورة أشمل». وتأتي فيرجينيا كمثال توضيحي على ذلك. فقد كان إقبال الناخبين هنا في فيرجينيا في انتخابات 2008 كبيرا فاق انتخابات عام 2004 بـ500.000 ناخب. وقد حصل جون ماكين في هذه الانتخابات على أكثر مما حصل عليه جورج بوش في الانتخابات السابقة لكنه خسر الولاية بأكثر من 200.000 صوت.

كان الشباب هم سر الفوز. وبحسب إعادة تحليل آراء الناخبين الذين شاركوا في انتخابات 2008، فإن 24% من أصوات الناخبين في فيرجينيا جاءت من الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما مقارنة بـ18% لماكين. وقد جاء فارق الأصوات الذي حصد به أوباما الانتخابات من تلك الفئة من الشباب.

فهل من الممكن أن يحدث ديدز تلك النتيجة عندما يواجه المدعي العام بوب ماكدونيل في الخريف؟

الأنباء السيئة بالنسبة للديمقراطيين هي أن نتائج هذه الانتخابات في فيرجينيا كانت تعوزها الحيوية بكل المقاييس، على الرغم من أن منافسة هذا العام جلبت مزيدا من الناخبين إلى صناديق الاقتراع أكثر من الانتخابات التمهيدية للحزب لاختيار المرشح للمنافسة على مقعد مجلس الشيوخ عن الولاية عام 2006 التي أفرزت نجاح المرشح الديمقراطي جيم ويب.

كان ماكايوليف قد هيمن على السباق في البداية بالمال وقوة الحديث، لكنه أثار حركات انتقادية عنيفة من جانب أبناء الولاية الذين رأوا فيه غريبا طموحا يحاول استغلال ولايتهم.

وقد هدد دخول رئيس الحزب الوطني الديمقراطي السباق، ترشيح بريان موران، وهو مشرع معروف في الولاية يتقاسم قاعدة شعبية مع ماكايوليف في فيرجينيا الشمالية وكان مفضلا على ديدز قبل نزول ماكايوليف إلى السباق. لذا تبع موران أثره وتلقى دعما حينها من صحيفة الـ«بوست»، لكن ديدز دخل الحلبة. ولخص توم بيريللو، العضو الجديد في الكونغرس الذي كان نجاحه المفاجئ العام الماضي في مقاطعة جمهورية إشارة على انتشار قوة الديمقراطيين وتلك الديناميكية، وقال في مقابلة في حفل انتصار ديدز: «إن رقم اثنين ألغى الرقم واحد وظهر الرقم ثلاثة، وشعر الجميع بالميل تجاه الرقم ثلاثة».

وفيما يعتبر اختبارا لاستراتيجيتهم في انتخابات الكونغرس لعام 2010، يأمل الجمهوريون في أن يؤدي لعب رد فعلهم ضد مستويات الإنفاق العالية في ظل إدارة أوباما إلى عودة المحافظين في فيرجينيا إلى أصولهم السياسية. ويقول كريستوفر بيس، النائب في مجلس الولاية من ضاحية ريتشموند: «لقد وصل كل ذلك التصرف من الإدارة إلى مستويات غير مسبوقة، ونحن بحاجة إلى قائمة مفصلة، وأن نسلك اتجاه مختلفا، على الأقل في هذه الدولة». بيد أن ديدز في خطاب انتصاره كان له شريك في رأسه لخصمه الجمهوري وتخلى عن «الأجندة الاجتماعية والاقتصادية لبوب ماكدونيل وجورج دبليو بوش» فمن هو أفضل من بوش لإدخال الدوائر الانتخابية في فيرجينيا تحت عباءة أوباما مرة أخرى على الأقل؟

*خدمة «واشنطن بوست»

خاص بـ«الشرق الأوسط»