3 سنوات على النصر.. أي نصر؟

TT

مثل الأبقار المقدسة المليئة بها منطقتنا العربية لا يجوز لأحد أن يشكك في قدسية سلاح حزب الله، بل لا يجوز وهو الخراب إلى اليوم أن يشكك حتى في انتصار حزب الله في حربه مع إسرائيل، التي يحتفل بذكراها الثالثة هذه الأيام. حتى المتيقنون من الحقيقة يفضلون بلع ألسنتهم على التعليق على الانتصار التاريخي مع أنه واحد من أسوأ الهزائم التي أعقبت 67.

لقد دفع حزب الله ثمنا قاسيا لتنفيذ مشروع خطف جنديين ضمن مشروع سياسي من أجل إرضاء الآخرين. وها نحن نعود إلى المربع الأول، حيث يقبل الرافض بما يُطرح على الطاولة من عروض وتنازلات، فالخطف والحرب والدمار لا قيمة ولا دور لها على الإطلاق.

منذ حرب تموز أكملت إسرائيل ثلاث سنوات عاشتها في هدوء لم تعرف مثله على حدودها مع لبنان منذ أربعين عاما. لم يعد يرى مسلحو حزب الله حتى في أراضيهم، بعد أن صار محظورا عليهم بقرار دولي الوجود في الشريط الذي سلموه للقوات الدولية والجيش اللبناني. الاستثناء في ثلاث سنوات أقل من عشر صواريخ أعلنت فصائل فلسطينية أنها أطلقتها، فيما سارع حزب الله ليعلن أنه بريء منها، مع أن الصواريخ لم تصب أي هدف إسرائيلي.

ومع أن الصحافة العربية أكثرت من ترداد نقد الإسرائيليين لأنفسهم فإن الآراء الأخرى نادرا ما تعثر عليها. وهذا أحد المحللين الإسرائيليين يتبجح بقوله: نرى هزيمة حزب الله عندما نقارن أداءه في امتحانين. عندما شنت إسرائيل حربها الكبيرة على الضفة الغربية عام 2002 شارك حزب الله في القتال عن بعد، وتسبب في خسائر في الجانب الإسرائيلي. لكن عندما شنت إسرائيل حربها على غزة هذا العام فإن حزب الله لم يطلق رصاصة واحدة، بل كرر تأكيداته بأن لا علاقة له بما أُطلق من بضعة صواريخ.

والحقيقة أنه ليس مطلوبا من حزب الله أن يقاتل دفاعا عن حماس أو الفلسطينيين، لكن الاختلاف مع حزب الله عندما يبني ترسانة عسكرية هائلة نكتشف أنها عاجزة عن حمايته، أو حماية بلده لبنان، دع عنك أن تكون قادرة على حماية غزة. إن وجود السلاح الضخم في مخازن حزب الله له غرض واحد ظاهر اليوم هو الهيمنة على لبنان. ورغم أن الكثيرين ما كانوا يريدون حتى سماع هذا الاحتمال لأنه في نظرهم تشكيك خطير فإن هجوم حزب على بيروت الغربية كان الدليل الصريح، واستمرار حزب الله إلى اليوم في تهديد الفرقاء اللبنانيين الذين يختلف معهم بأنه قادر على محوهم دليل صارخ أن سلاح حزب الله هو ضد اللبنانيين الآخرين. ورغم دعايته الاحتفالية المستمرة بذكرى الانتصار ثقوا أنه لن يجرب التورط في حرب مع إسرائيل، وإسرائيل هي الأخرى لا تريد التورط في لبنان.

[email protected]