كان من الممكن أن ينجح!

TT

لو ظهرت إنفلونزا الخنازير على أيام الطبيب العظيم جالينوس لكان له موقف قريب من موقفنا ـ فيما عدا الرعب الذي صنعناه لأنفسنا خوفا من هذه الإنفلونزا الهزيلة.

فجالينوس طبيب إغريقي عاش في القرن الثالث الميلادي، وظلت أفكاره وتجاربه مسيطرة على الطب أكثر من خمسة عشر قرنا. فقد بدأ جالينوس ملاحظاته وممارساته الطبية وهو في الرابعة عشرة من عمره. بدأ بملاحظة المرضى والاقتراب منهم وسؤالهم. وتسجيل ذلك على ورق. وقد كتب كثيرا وراجع ما كتب ونشره.. وتنقل الشاب جالينوس من مريض إلى مريض. ولكن وجد مجاله الواسع وراحته العظمى بين الحيوانات. كان يراقبها ويشرحها.. قام بتشريح الخنازير والطيور والإنسان.

وكانت له نظريات ونظريات. وليست كلها صحيحة. ولكن يكفيه شرفا أنه قال: لا طب بلا جراحة. وأن الطبيب يجب أن يعرف الجسم الذي يعالجه في كل حالاته: الصحة والمرض وأن يتحلى بالصبر. وجالينوس هو أول من قال إن شرايين القلب ممتلئة بالدم وليست بالهواء.. ولكن كان على الطب أن ينتظر مئات السنين حتى يكتشف الطبيب المصري ابن النفيس (الدورة الدموية).. وقد حام حولها جالينوس ولكنه لم يعرفها..

ولما صار جالينوس طبيبا خاصا للإمبراطور ماركوس اورلوس قال: إن السماء قد اختارته ليكون شيئا هاما في الجراحة.. فعنده الوقت والمال والسلطة وما لا عدد له من الحيوانات والناس.

صحيح أن كلمات فيروس وميكروب وجرثومة حديثة تماما. ولكن جالينوس كان يعالج الأمراض بالملاحظة وعزل المريض عن الأسرة والتزام الراحة والهواء النقي والنوم والاعتدال في الطعام. وإعطاء الأعشاب الطبية المعروفة في ذلك الوقت.. يقول البروفسور اوزوالد بورتموت في مجلة «لانست» العظيمة الاحترام: إن العلاج على طريقة جالينوس كان قريبا مما نفعل الآن!