النساء ذوات اللحى

TT

سئل عشرون ألفا من الناس في محاكمة أن يصفوا رجلا رأوه يرتكب جريمة، فأسفرت أجوبتهم عن أنهم أخطأوا التقدير، فكان معدل الزيادة في طوله 15 سنتيمترا، ومعدل الزيادة في عمره ثماني سنوات، وأخطأ 83% منهم في تمييز لون شعره.

وعمل أحد المدرسين تجربة مع تلاميذ صف عددهم 15 تلميذا، وهمس في أذن التلميذ الأول بمعلومة عن حادثة صغيرة، وطلب منه أن يهمس بها بحذافيرها في أذن زميله الذي يجلس خلفه دون أن يسمعه الآخرون، والثاني يهمس للثالث، والثالث للرابع ـ وهكذا دواليك ـ، وعندما انتهى الهمس ووصلت المعلومة إلى أذن التلميذ الخامس عشر، عندها طلب الأستاذ من ذلك التلميذ أن يحكي على الجميع ما سمعه وبصوت مرتفع.

وكانت النتيجة أن المعلومة محرفة ومختلفة نهائيا عن المعلومة الأصلية التي همس بها الأستاذ في أذن التلميذ الأول ـ كل ذلك جرى خلال عشر دقائق فقط ـ!!

إذن كيف لنا أن نصدق التاريخ القائم على السمع والرواية الشفاهية المتنقلة من شخص إلى شخص ومن جيل إلى جيل قبل أن تكتب؟!

***

وحيث اننا بصدد «التوثيق» والدقة، فقد ثبت في إحصاء شمل 900 رجل من الذين عملوا من أجل مستقبل أفضل ووصلوا إلى أعلى المراتب، أن ثلاثمائة منهم بدأوا حياتهم في الأرض، فقد كانوا أبناء لمزارعين، ومائتين باعوا الصحف في الطرقات، ومائتين كان أول عهدهم بالعمل مراسلين ومعقبين يحملون الأوراق في المكاتب من مكان إلى آخر، ومائة كانوا عمالا صغارا في المصانع، وخمسين في شتى الطرق والشوارع. خمسون فقط من هذا العدد الكبير هم الذين كانوا ينتمون إلى أسر توفر لهم المال، ولكنهم أيضا درسوا وسهروا وكافحوا، أما الآخرون من أقرانهم الأغنياء الذين آثروا الراحة والنوم والمتعة، فقد ذهبوا وذهبت معهم أموالهم إلى مزابل الفشل في النهاية.

***

قرأت هذه العبارة: الحذار ثم الحذار من النساء ذوات اللحى، والرجال عديمي اللحى.

الواقع أن هذه العبارة لم تدخل عقلي بتاتا.

فالرجال عديمو اللحى «فهمناها»، ولكن النساء ذوات اللحى «!!»، كيف نهضمها؟!

أين اللحية؟! فعلى كثرة ما شاهدت في حياتي من الوجوه النسائية، كن جميعهن ـ على ما أعتقد ـ من المرد، لا شارب ولا لحية.

[email protected]