أيها الكاتب أيقظ ضميرك!

TT

الكاتب هو ضمير الشعب.. بل يجب أن يكون وخز الضمير.. كما أن الضمير يقفز بصوته القوي الداخلي ويقول لك خدها مني.. هذا حرام.. هذا عيب.. الفضيحة.. مستقبلك.. ماضيك.. ماذا يقال لك وعنك.. اسمعها مني هذه المرة..

هذا ما يقوله ضمير الكاتب للكاتب.. ولكن ما يقوله الكاتب للناس يجب أن يكون أعلى وأعنف وأن يعيد ويزيد.. حتى يضيق الناس به.. والناس يضيقون بصوت الضمير.. بل إن الشعوب كالأطفال.. والأطفال لا يحبون المدرس والطبيب.. ولا يحبون من يقوم بهذا الدور..

وفي بيتك تجد أطفالك الصغار يحبونك أكثر من أمهم لأنها تقوم بدور الطبيب والمدرس ليلا ونهارا..

أما أنت الأب فلطيف ظريف.. تضحك وتداعب وتحتضن وتقبل وتسمع شكاوى الأطفال من أمهم، وأنت الذي تشترى اللعب وتذهب بهم إلى الملاهي..

والأم هي العصا والحقنة وأنت الشيكولاته والقبلات..

والناس يسألون الكاتب: وما الفائدة؟.. وما النتيجة؟ الفائدة هي أن تعرف ما هو حق وعدل وخير.. هذا واجب الكاتب.. فقط أن يفتح عينيك ويضيء لك الطريق صادقا مخلصا.. ومن الضوء التام والإنارة تكون الاستنارة والتنوير فترى أوضح.. ليكون لك رأي أوضح ونظرية أكمل وهدف عام.. ولا يملك الكاتب إلا أن يقول، والفنان إلا أن يرسم.. والممثل إلا أن يعبر..

ونحن جميعا نتعاون على نشر الوعي والعدل وحب العدل والبحث عنه والتمسك به.. ولكن صاحب القلم ليس هو حامل المدفع، ولا حارس البنك المركزي، ولا هو وزير السياحة ولا هو وزير التربية والتعليم.. فلا الكاتب عضو في هذه الوزارة ولا هو رئيسها ولا هو مجلس الشعب.. ولكنه يتوجه إلى مجلس الشعب والشورى وكل المجالس وكل اتحادات الطلاب وكل تجمعات الشباب..

وما دام الكاتب مخلصا في قوله فهو على يقين من أن الذي يقوله لا يذهب شعاعا كما يقول الشاعر القديم..

وإنما لكلامه مقر ومستقر.. هو عقلك وعزيمتك.. والأمانة في عنقك من أجل مستقبل الأجيال!