ثلاثة على كرسي واحد

TT

سؤال افتراضي وجهه كاتب في شبكة الإنترنت، وأنا بدوري أنقله لكم. يقول السؤال: ماذا لو كنت أيها القارئ تقود سيارتك في ليلة عاصفة وممطرة وباردة، وفي طريقك مررت بمحطة للأتوبيسات، وشاهدت ثلاثة أشخاص مبللين مرتجفين ينتظرون الأتوبيس الذي لن يأتي، وهم:

1 ـ امرأة عجوز توشك على الموت.

2 ـ صديق قديم سبق أن أنقذ حياتك.

3 ـ المرأة المثالية التي كنت تحلم بها طوال العمر.

وكان لديك متسع بسيارتك لراكب واحد فقط.. فأيهم ستقله معك؟

السؤال كما يقول الكاتب كان أحد الأسئلة التي وردت في استمارة طلب الالتحاق بإحدى الوظائف.

بالطبع هناك ثلاثة احتمالات أمامك تجاه الموقف:

الأول: يمكنك أن تقل السيدة العجوز لأنها توشك على الموت، وربما من الأفضل إنقاذها أولا.

الثاني: تستطيع أن تأخذ صديقك القديم لأنه قد سبق وأنقذ حياتك، وقد تكون هذه هي الفرصة المناسبة لرد الجميل.

والثالث: أن تقوم بنقل الشخص الذي كنت تتمنى الارتباط به بقية حياتك. وفي كل الأحوال فإنك لن تكون قادرا على إيجاد فتاة أحلامك مرة أخرى.

من بين كافة من تقدم لشغل الوظيفة المعنية كان هناك شخص واحد فقط تم اختياره لهذه الوظيفة (من بين 200 شخص تقدموا)؛ وذلك لإجابته التي لا غبار عليها. فهل تعرف الإجابة المناسبة للسؤال؟ وهل تدري بماذا أجاب؟

قبل أن أبحث عن إجابة المتسابق الفائز، شحذت زناد فكري العابث، وتقمصت شخصية صاحب السيارة، وفكرت أن أُركب الثلاثة جميعهم معي في السيارة، غير أن المشكلة التي واجهتني أنه لا يوجد في السيارة سوى كرسي واحد غير الذي أجلس عليه، فكيف أفعل؟! هل أُركب بعضهم فوق بعض؟!، ومن هو الأسفل، ومن هو الأعلى، ومن هو الأوسط؟!

من المؤكد أن العجوز المريضة لا تحتمل أن يجلس عليها اثنان، ولا حتى واحد، ومن المنطق العملي أن يكون صديقي هو الأسفل لأنه الأقدر على التحمل، ولكن المعضلة التي واجهتني هي: أين تجلس إذن فتاة أحلامي؟! عندها بدأ الدم يغلي في عروقي، فأخذتني (الشهامة) وتركت العجوز تواجه مصيرها المحتوم، وتركت صديقي (للهاوي والذيب العاوي)، ولم أملك إلا أن أصقع (البوري) ـ أي الكلاكس ـ، ثم أولع (الفلشر)، ثم أدير المسجل على أغنية عاطفية مشبوبة، وأرفع الصوت على الآخر، وأنادي على فتاة أحلامي، وعندما تركب بجانبي، أدعس (الأبنص) وأجعل الكفرات تصرصر، وأطير معها بين السماء والأرض.

أما الإجابة (البليدة) للفائز بالوظيفة فكانت كالتالي:

سأعطي مفاتيح السيارة لصديقي القديم وأطلب منه توصيل السيدة العجوز إلى المستشفى، فيما سأبقى أنا لأنتظر الحافلة بصحبة فتاة أحلامي!!

ولكن ماذا لو أن ذلك الصديق لا يعرف القيادة، ولم يجلس يوما طوال حياته خلف (الدركسون)؟!

[email protected]