لقد قدموا ـ منذ الجيل الأول

TT

كان العالم يقول «الروس قادمون» بمعنى التخوف من قوتهم وصواريخهم. وها هم قد أتوا ولكن بما هو أفظع: أطفالهم. وحيثما تجلس في مقاهي جنوب فرنسا هذه الأيام، ترى أربعة أجيال من الروس: الأطفال المزعقين، الذين ولدوا في عصر الحرية، وعرفوا أنه يسمح لهم بالبكاء ساعة يشاءون. ومثل الضفادع، أي يبكون معا ويتوقفون معا. ثم لسبب غير واضح، يقهقهون معا. وفي جميع الحالات أهلهم لا يحركون ساكنا. عصر الحرية.

وهناك الأهل، وهم جيل المال من الشباب. نساء شقراوات ـ دون استثناء، ولأسباب غامضة ـ جميلات، قامات نحيلات، عيون خضراوات زرقاوات. ورجال من الشرطة في أفلام جيمس بوند، وخصوصا «غولد فنغر». أي مربعون، كاراتيه، حزام أسود، كونغ فو، وفوكونغ.

وهناك أهل الأهل. رجال ضخام ولدوا في الثورة وعاشوا فيها على التقنين ثم انفلتوا مرة واحدة على كل شيء، من الكافيار الروسي إلى «السومون» الاسكوتلندي. ولن أنسى ولا أريد أن أنسى أن الفطور على باخرة روسية ذات صيف، كان لحما بقريا منقوعا بمياه الفولغا مع الأرز غير المنقوع بشيء.

وهناك يا مولاي، ويا مولاي هناك المعمرون الذين كنت تقرأ عنهم في الصحف. والمعمرات العامرات. ولا حاجة إلى الصحف بعد اليوم. إنهم هنا الآن. البعض من أيام الرفيق لينين والبعض (الأرقام القياسية) من أيام نيكولاي، الأول، الثاني لا أعرف. لكنهم بالتأكيد من أيام واحد منهما، إما الأول أو الثاني.

الرجال، والحمد لله، يميلون إلى النوم. كل 5 دقائق غطة. النساء مثل الكي جي بي، عين ساهرة وصناعة زاهرة. وبين لحظة وأخرى يحلو لهن إعطاء الأوامر بصوت عال لجميع الأجيال المرافقة: جيل القيصر وجيل الثورة وجيل المال وجيل الضفادع.

ومساحيق مساحيق مساحيق. من أيام القيصر ومن مصانع فرنسا ومن مصانع أميركا، ولكن ماذا تفعل المساحيق بالقرون والعقود؟ مساحيق. والفرنسيون لا يتذمرون. فلينقَّ الأطفال ولتصرخ رفيقات راسبوتين، فالروبل الروسي هو إكسير الحياة على الشواطئ والمصل الوحيد للفصل. أقصد طبعا فصل الصيف.

لقد أصبح فصل الصيف روسيا الآن. بمزعقيه الضفادع وجميلاته ذوات الفتنة وانستازيا التي ادعت أنها ابنة القيصر الناجية ولم يصدقها أحد. ها هي هنا. مع رفيقاتها.