لمن يهمه الأمر في وزارة المعارف!

TT

** رسالة من القارئ فتحي هنية من تونس ومقيم بالرياض يقول فيها: ان افتتاح معرض مسيرة التعليم في المملكة كان خير حافز لي للكتابة حول موضوع طالما اجلت الكتابة عنه ألا وهو التعليم العالي في المملكة.. ولا يخفى على احد ان التعليم اصبح في بلدان العالم هاجساً.. لا تشذ المملكة عن هذه القاعدة واهتمام قادتها على مدى عقود.. ومحاولة وزارة المعارف الالمام بمتطلبات هذا القطاع سواء للمواطن او للمقيم خصوصاً مع تعدد الجاليات الاجنبية وتعدد خصوصياتها.. وما الحاق المدارس العالمية بالادارة العامة للتعليم الأجنبي في وزارة المعارف الا محاولة لهيكلة وتنظيم هذا القطاع، ولا مجال للتشكيك في القصد منه.. ولكن هذا الاجراء اخرج المدارس المرخصة من قبل هذه الادارة من الرقابة الفعلية التي تتمتع بها المدارس الحكومية والمدارس الاهلية.. فأصبح الاطار التعليمي في اغلبية هذه المدارس من غير ذوي الاختصاص، وبات المقياس الوحيد في الانتداب هو المحاباة والانتماء القطري.. دون اعتبار لمقاييس الخبرة والعلم فأصبح كل من هب ودب مدرساً وكل من اتقن بعض الجمل سواء بالعربية او بالفرنسية او بالانجليزية معلماً.. وليس ثمة تفسير لهذا الوضع الا رغبة صاحب المدرسة في الربح السريع والكبير، اذ يختار غالباً اعطاء رواتب قليلة لا يقبل بها الا من ضعفت قدراته وهانت عليه نفسه، اضافة الى هذا وحسب التجربة فاننا لا نرى صاحب المدرسة او بالاحرى صاحب المشروع الا في بداية السنة الدراسية، مرحباً ومبتسماً للمسجلين ثم توكل مهمة الاشراف بعد ذلك لموظفات محدودات القدرة على انجاز المطلوب.. ان بعض هذه المدارس وفي اطار التنافس المحموم بينها في استقطاب اكبر عدد ممكن من «الزبائن» التجأت الى توظيف انصاف متعلمات انجليزيات او فرنسيات الجنسية لتدريس اللغات.. وبالتالي التباهي بهن وتفخيم امكانياتهن مما اصبح مبعث تندر واستهزاء في مجالس ابناء هذه الجاليات.. ما ألاحظه شخصياً طيلة تعاملي منذ اربع سنوات مع هذه المدارس هو التخبط والارتجالية وعدم القدرة على التسيير والتربية. ولكن اغلبية المسجلين فيها مجبرون تقريباً على الالتحاق بها نظراً لتشابه مناهجها مع المناهج التعليمية في بلدانهم، كبلدان المغرب العربي حيث تعلم اللغة الفرنسية ضرورة لمواصلة الدراسة عند الرجوع الى الوطن، اما الشعور الغالب على اولياء امور المنتمين لهذه المدارس فهو الغبن والتسليم بضعف النتائج والمردود مما يجبر الكثيرين على نقل ابنائهم اكثر من مرة في السنة الواحدة بين هذه المدارس، بحثاً عن العلم ولهثاً وراء الاستقرار. هذا في الوقت الذي تدفع فيه مبالغ كبيرة وكفيلة بالتدريس في جامعات بعض الدول وليس في المدارس الابتدائية.. ان رجاءنا كل الرجاء ان تعطى مدارس التعليم العلمي، خاصة التي يرتادها ابناء الجالية العربية التي لا يسمح لها باقامة مدارس خاصة بها تماشياً مع اتفاقيات الجامعة العربية، البعض من الأهمية التي تعطى للتعليم الحكومي والأهلي.

* * *

*** وأرفع هذه الرسالة الهامة الى معالي وزير المعارف بلا تعليق.. مؤقتاً.