«فلقة القمر» المجدورة

TT

هو من جماعة «حقوق الإنسان»، وهذه الهيئة أو المنظمة هي الوحيدة التي أرفع لها قبعتي أو «كوفيتي» احتراما وتقديرا أكثر من جميع الهيئات والمنظمات الاجتماعية والثقافية والعلمية الأخرى. أعود لذلك الرجل الذي ينتمي لتلك الهيئة، فقد كان متذمرا من حال العاملات أو «الشغالات» أو من يحلو للبعض بتسميتهن: «الخادمات»، اللاتي يأتين في الغالب من دول جنوب شرقي آسيا للعمل في المنازل العربية، وكيف أن بعض هؤلاء الشغالات يعانين من الاضطهاد ويعملن ساعات تفوق 16 ساعة في اليوم، وبعضهن لا يتمتعن بعطلات نهاية الأسبوع، ولا بد لوزارات العمل والسفارات الأجنبية والمنظمات الدولية من أن تضع حدا لذلك الجور.

وكنت طوال كلامه الحماسي أهز له رأسي موافقا على ما يقوله، وزيادة مني على ذلك قطبت ملامح وجهي لأشعره بمدى حزني وألمي من ذلك الوضع.

غير أنني اضطررت أن أتدخل في الحديث عندما قال لي: تصور أنه يوجد في لبنان أكثر من 250 ألف خادمة تعملن في المنازل ـ أي بمعنى أن هناك «مربية» لكل 13 لبنانيا تقريبا ـ فقاطعته مصححا: تقصد «شغالة» لكل 13 لبنانيا.

* *

من أبشع «الموضات» التي انتشرت أخيرا موضة «الوشم» التي يقبل عليها «خفاف العقول» من الرجال والنساء ـ ويا ليت ذلك الوشم يكون «مطبوعا» ويمكن إزالته فيما بعد إذا رغب الموشوم ـ ولكن ذلك يحصل «بالإبر» التي تخرق الجلد والتي تبقى ثابتة إلى حين الوفاة، ولا تزول إلا بعد أن يتفسخ الجلد في القبر.

ويتفنن البعض في تلك «الوشوم» برسومات ملونة بعضها يدعو للاشمئزاز، وبعضها للضحك، وبعضها للإعجاب حقا، وقد شاهدت صورة أحدهم وقد طلى جسمه كله من جبهته حتى قدميه، برسومات وكتابات وعلامات، بحيث، أنه لو تعرى نهائيا وظهر على الناس لاعتقدوا أنه يرتدي لباسا ساترا ومزركشا.

ومن الرجال والنساء كذلك من يشم نفسه في أماكن حساسة ليس لها أي داع أو هدف.

ولا شك أن الكثير من الشباب الذين تورطوا بتلك الوشوم، سوف يندمون عليها ويحاولون إزالتها عندما يكبرون، ولكنهم لا يستطيعون.

وقبل مدة شاهدت صورة فتاة جميلة «وفلقة قمر» مثلما يقولون، هذه الفتاة طلبت من الفنان الذي يعمل الوشم أن يرسم على طرف خدها ثلاث نجمات صغيرات، ويبدو أن الفنان لم يفهم كلامها الفرنسي جيدا، وبدأ في عمله في الوقت الذي استلقت هي على مقعد طويل وغلبها النعاس ونامت، وعندما أفاقت وإذا بالفنان النشيط قد ملأ وجهها كله بـ«56» نجمة من مختلف الأحجام، وتشوه وجه المسكينة وأصبحت كالمجدورة، ورفعت عليه شكوى تطالبه بآلاف الدولارات كتعويض.

* *

أسخف مجاملة سمعتها من رجل في مناسبة اجتماعية وهو يسأل امرأة واقفة بجانبه وهو يشير إلى بطنها قائلا لها: ما شاء الله في أي شهر أنت حامل؟!

فنهرته قائلة بغضب: إنني لست حاملا.

[email protected]