الخوف من الحيوانات هو أبو الضمير!

TT

كيف نشأ الضمير في الإنسان؟

كيف نشأ هذا الصوت الداخلي الذي يقول لك لا تفعل ذلك.. وعليك بعد ذلك أن تنظر ما سوف تلقى من الجزاء!

كيف نشأ ذلك من عشرات الألوف من السنين؟

إن الضمير هو صوت القانون الذي نضعه والقانون الذي تضعه السماء.. والضمير هو: الفرامل التي تمسك الإنسان أن يفعل شيئا، وهو الكرباج الذي يضرب الإنسان إذا فعل.

لا بد أن يكون الضمير هذا قد نشأ من خوف الإنسان من الانتقام، أي خوف الإنسان من حيوانات الغابة أن تنتقم منه لأنه قتلها أيام كان مسلحا.. وهذا الخوف من انتقام الحيوانات جعل الإنسان يختار الحيوانات ليعيش عليها. وهو يهرب بعد قتلها.. ويتوارى في كهف ليأكل لحمها.. ولا يظهر من الكهف إلا عند طلوع الشمس.. ومسلحا يعيش في الغابة من عشرات الألوف من السنين.. فالإنسان يقتل الحيوانات التي يجب أن يقتلها.. يختار المفترسة ويختار التي يتغذى عليها.. ولكنه لا يقتل الحيوانات التي استأنسها إلا نادرا.. إنهم في الهند لا يذبحون البقرة، لأنها أم ولأنها مصنع للحياة ولأنها مصنع لبن وجبن وزبد.. وأكثر الهنود لا يأكلون اللحم أو اللبن أو الجبن أو الزبد وكل ما يجيء من حيوان.. وكان الفراعنة لا يأكلون اللحوم، كانوا نباتيين وكانوا يفترسون الحيوانات.. فكأنهم أراحوا ضميرهم وأراحوا أنفسهم من الخوف من انتقام الحيوانات الأخرى..

والإنسان لم يركب الحصان أو الحمار إلا أخيرا، وربما كانت حضارات بابل وأشور هي أسبق الحضارات إلى ركوب الخيل. وكانت مفاجأة للمصريين عندما رأوا الخيل التي يركبها الهكسوس..

ولم يتحرر الإنسان من خوفه من الحيوانات إلا عندما ركبها.. عندما ربطها في العربات.. هنا فقط تحرر الإنسان من خوفه من انتقام هذه الحيوانات.

حدث تغيير بسيط جدا على ضمير الإنسان.. إنه لم يعد يخاف من قتل الحيوان أو الإنسان.. واعتاد الإنسان أن يهرب من نفسه إلى الانغماس في الناس ومع الناس حتى لا يسمع صوت ضميره.. تمهيدا للقضاء عليه مع الأسف!