كل ما حولنا: مشكلة!

TT

طبيعي جدا ما دام الإنسان سوف يموت، فلا بد أن يتكلم عن نهاية كل شيء، نهاية هذا العصر، هذا الزمان، هذا الكوكب، هذا الكون! وكما قال أستاذنا الفيلسوف الوجودي سارتر: إذا وقفت إلى جوار طفل فأنت لا تستطيع أن تقول إنه سوف يكون غنيا أو فقيرا، مريضا أو صحيحا، لصا أو صاحب فضيلة، ولكن تستطيع أن تقول وأنت آمن تماما إنه سوف يموت!

والموت ليس مشكلة، لأن المشكلة هي الوضع الذي له حل، وإنما الموت (إشكالية) بلغة الفلسفة.. أي أوضاع مستحيلة الحل!

ونحن نفرض فكرنا الإنساني على كل ما حولنا، فنقول من حين لآخر: إن نهاية الكون قد اقتربت، ولكن على أي أساس.. إن الكون من صنع الله، والله لا أول له ولا آخر ولا بداية ولا نهاية، وكذلك الكون. إننا لا نعرف متى كان هذا الكون.. وهل هو كون واحد أو ألف مليون كون.. وهل هذا هو الميلاد لهذا الكون أو هو واحد بعد الألف مليون. نحن لا نعرف إلا في حدود قدراتنا العقلية وهي محددة. والأدوات هي عيون تري أبعد أو أعمق، وهي أصابع من الرادار وهي كاميرات، وهي معامل تدور حول الكواكب تحاول أن تعرف من خمسين عاما ما خلقه الله من 14 ألف مليون سنة.. حتى هذا الرقم لسنا على يقين منه!

فكلما تهلهلت طبقة الأوزون حول الأرض بسبب أول وثاني أوكسيد الكربون، الذي تبثه مصانعنا إلى الغلاف الجوي حولنا.. شعرنا بأن أشعة سوف تقضي على الإنسان كما قضت على الأسماك أو الحيوانات البحرية في نصف الكرة الجنوبي.. وكلما تحرك حجر خارج مداره صرخ العلماء بأنه بعد عشرين سنة وعشرة أيام وساعتين وثلاث دقائق سوف يصطدم بالأرض فتجف المياه وتحرق الأشجار وتموت كل أشكال الحياة، كما حدث من ستين مليون سنة عندما اقترب أحد المذنبات فأهلك الديناصورات وأحدث تجويفات في الأرض.. ولا بد من عمل شيء لتفادي هذا الموت المستعجل!

فالموت على رقاب العباد برا وبحرا وجوا.. والإنسان وحده الذي سوف يدفن نفسه في الأرض وفي السماء وتحت الماء.. إنه قدرنا!