توجد قنبلة على متن الطائرة!

TT

«توجد قنبلة على متن الطائرة» عبارة كتبت على ورقة، تركت في حمام طائرة السعودية في رحلتها رقم 337 المتجهة قبل أيام إلى القاهرة تسببت في هبوطها اضطرارياً، كما تسببت في إزعاج سلطات المطار، وتعطيل الركاب، وبتفتيش الطائرة تم التأكد من زيف ما جاء في الورقة، إذ لم يعثر على أي قنبلة على الطائرة أو في حقائب المسافرين.

مثل هذه الحركات الشيطانية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تتعرض لها الطائرات المدنية من ذوي الميول العدوانية أو الفوضوية الذين يتلذذون بمخاوف الناس، ويستمتعون بصراخ الأطفال، ومعاناة المسنين. والحادثة لم تنته عند هذا الحد، إذ قد تتمكن سلطات المطار من تحديد مشتبهين بمقارنة خطوطهم، أو بالتعرف على خلفياتهم، وحتى لو لم يتم اكتشاف الفاعل، فإن مرتكب هذا السلوك العدائي الإجرامي لو سلم هذه المرة من اكتشاف فعلته، فإن حمقه سيدفعه ذات يوم إلى فعل آخر مشابه أو مختلف، وليس في كل مرة يمكن أن «تسلم الجرّة»، فمن حِكم الشيخ متولي الشعراوي، أنك إذا شاهدت أو سمعت عن أحد قبض عليه بجرم أو خطيئة، فإنها في الغالب لن تكون خطيئته الأولى، فالستر لا يواكب الممعنين في أخطائهم.

ومع ثبوت النزعة العدوانية المرضية لكاتب تلك العبارة على الطائرة، يمكننا أن نمضي في سيناريو التخيلات، ونتخيله ضمن المتورطين من الركاب الذين تعرضوا للتفتيش والتأخير والإرباك، وحاله هنا كحال الأحمق الذي سولت له نفسه امتطاء ظهر ثوره فأسقطه الثور أرضا، مسببا له الكثير من الكسور والجروح، ومع هذا ظل الأحمق يردد: «ولكنني نلت مرادي».

ومن قصص حمقى الأجواء ما زلت أتذكر، رغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على تلك الرحلة العابرة للمحيط من أميركا إلى أوروبا على إحدى شركات خطوط الطيران الدولية، وما فعله ذلك الرجل الغربي الأحمق، الذي جاورني في المقعد، فبعد أن أفرغ في جوفه كميات من الكحول، أشعل سيجارته، وذهب مباشرة إلى باب الطائرة ليستند إليه، وفي كل مرة يعيده طاقم الطائرة إلى مقعده لا يلبث دقيقة حتى يعود ثملا يترنح صوب الباب من جديد، وعيون الركاب الفزعين من أمثالي لا همَّ لها سوى متابعة ذلك الرجل في حله «على المقعد»، وترحاله «صوب الباب»، ولست أدري أي إجراء اتبع مع الرجل بعد وصول الطائرة إلى غايتها، لكنني حتى اللحظة لا أعرف سبباً واحداً مقنعاً لصرف الكحول في الكثير من المطارات العالمية، والعديد من شركات الطيران الدولية لمن يرغب في تناوله!

ولكم السلامة في البر والبحر والجو.

[email protected]