ويجيء الندم متأخرا!

TT

كلهم يقولون إنهم أبرياء.. وإنهم لم يقصدوا أن يقتلوا أحدا.. ولكن الشيطان شاطر. ومن شطارة الشيطان أن اشترى المسدس وأطلقه موتا خاطفا..

والذين قتلوا الرئيس السادات بعد عشرات السنين في السجن قالوا: أخطأنا..

ومن الغريب أن القاتل بعد أن يعترف بأنه ارتكب جريمته بعد أن خطط لها، يقول إنه بريء.. فإذا كان بريئا فمن الذي قتل؟

فلا بد أن يكون القاتل في لحظة غضب مجنون ارتكب جريمته.. ولما أفاق من الجنون وعاد إليه عقله والندم قال: إن يدا خفية هي التي ضغطت على الزناد، فانطلق الموت!

ومنذ أيام خرجت من السجن سيدة أمريكية اسمها (جين مور) كانت قد أطلقت الرصاص على الرئيس الأمريكي فورد. وقد رآها أحد الشهود فحول اتجاه الرصاص عن الرئيس فلم يصبه. ودخلت السجن 35 عاما. وكانت في الأربعين وقد تزوجت خمس مرات. وعاش الرئيس فورد حتى توفي منذ خمس سنوات عن 93 عاما!

ولما سئلت عن السبب، قالت إن الشيوعيين خدعوها بأنها إذا قتلت الرئيس الأمريكي أقوى رجل على رأس أقوى دولة، فسوف يؤدي ذلك إلى إشعال النار في أمريكا من شمالها إلى جنوبها. والتاريخ لا يتحرك إلا بالقوة.. والقوة هي الإطاحة بالرؤوس..

وظلت هذه السيدة تسأل عن الثورة المنتظرة. ولم تحدث. وسألت عن الشيوعيين الذين استدرجوها فوجدتهم أصحاب شركات وثروات. ولما أرسلت خطابا من وراء القضبان تذكرهم بوعودهم لها قالوا لها: انسي. لقد نسينا!

وأرسلت خطابا للرئيس الأمريكي تعتذر له، ولكن مدير السجن أمسك الخطاب وأشعل فيه النار أمامها.. قائلا: سهل أن تحرقي ورقة صعب أن تحرقي شعبا وتاريخا وحضارة.. ثم التفت إليها قائلا: ما رأيك؟ قالت: اعتذر له. قال: يمكنك أن تعتذري للشعب الأمريكي..

فالرئيس قد مات ـ هذا إذا كان أحد من الشعب الأمريكي يتذكر أن شيوعية مجنونة قد حاولت قتل الرئيس!