فقط يوم واحد من غيرها!

TT

عندي مسرحية بوليسية كوميدية اسمها (الأحياء المجاورة) من ثلاثة فصول، وقام ببطولتها اثنان فقط: حمدي غيث وسناء جميل. ولم يظهر على المسرح أحد غيرهما. ولكنهما طوال الفصول الثلاثة يتوقعان أن يجيء أحد. ولكن أحدا لم يظهر..

وفى أحد المشاهد جلس البطل والبطلة يتناجيان في ضوء القمر. قال لها البطل: تعرفي يا حوا ربنا خلق آدم أولا وحواء ثانيا لماذا؟

فتساءلت: لماذا؟ قال: لكي يبكي على الأيام الحلوة التي عاشها من غيرك!

فالأيام الحلوة هي التي تشعر المرأة بأن آدم معها.. بشرط ألا يطول بقاؤه معها.. وهى أيضا ترى السعادة معه ومن غيره. بعض الوقت لا كل الوقت..

فالإنسان ملول.. والملل معناه أن تتشابه الأشياء والوجوه والطعام والشراب.. ويصبح كل شيء كأنه لا شيء!

وفى أساطير الإغريق أن النساء اخترن جزيرة وعشن فيها بعيدا عن الرجال.. ثم قطعن أثداءهن؟ حتى إذا أنجبن خطأ. لم يجد المولود طعاما فيموت ـ إذا كان ذكرا..

وفى اللغة اليونانية كلمة (أمازون) معناها التي بلا ثدي.. فالأمازونات نساء قويات، قررن أن يعشن معا بلا رجال..

ويبدو أن هذا رأي الرجال أيضا.. فالعلوم الحديثة تحاول تخليق الأجنة دون حاجة إلى ذكر.. إلى رجل.. وهكذا تعيش النساء بلا رجال..

وإن لم يكن هذا مستحيلا، فهي رغبة.. أمل.. حلم أن تستطيع المرأة أن تكون حرة من الرجال وأن تكون حرة من الأنوثة.. فهي تريد أنوثة بلا أبوة..

وفى إحدى روايات دستوفيسكي نجد رجلا يتطلع إلى السماء ويشير بإصبع واحدة ويقول: يوما واحدا من غير امرأة.. أملي!