الزواج من عكاز

TT

هام بها رجال كثيرون حول العالم، كان أحدهم جون كينيدي. وأحبها وسماء هوليوود الأوائل، وتمنوا الزواج منها، أو الظهور معها في فيلم أو في صورة. لكنها تزوجت من الاسم. الكاتب المسرحي آرثر ميللر، ولاعب البيسبول جو ديماجيو. وكم كانت الحياة كئيبة، في منزل الأول وفي منزل الثاني. دائما يحدث ذلك، عندما يتزوج الجمال والشباب من الاسم. أما الشهرة فقد كان لها منها الكثير. لقد كانت، وربما لا تزال، أشهر وجه أشقر في ذاكرة العالم.

لكنها كانت امرأة غير عادية. بمعنى أنها شقية وبائسة في الداخل. نشأت يتيمة أو لقيطة في مناخات أميركا الاجتماعية القاسية. ولم تستطع أن تنتصر على ما حدث. لا ما حدث لها كمولودة، ثم كطفلة، مع أم بائسة، ثم كصبية. وعندما انتحرت في الرابعة والثلاثين ليهز خبرها العالم، كانت بلا سند. وكانت الشركة المتعاقدة معها لا تزال تمنعها من الحديث مع الصحافيين منفردة، خوف الخطأ. وكانت مجرد ملصق على جدران العالم يبحث عن نفسه. كنت، مثل جميع شبان المرحلة، أتابع أخبار مارلين مونرو، وأحضر أفلامها. ملونة، أو أسود وأبيض. مثيرة أو عادية. فما أن كانت ترتفع الإعلانات على دور السينما حتى نقف أمامها في الطوابير. أو نشتري التذاكر في السوق السوداء.

متأخرا جدا أقرأ في كتاب «حياة بطل» (العام 2000) عن جو ديماجيو، الذي تزوج مرتين من ممثلتين شقراوين، إحداهما مارلين. في المرتين، الزوجة طلبت الطلاق. رزق من الأولى بولد واحد، عاش إلى ما بعد وفاته بستة أشهر، العام 1999، ومات مخمورا. الأب، البطل، مات بخيلا ومضحكا من شدة البخل. حتى عندما بلغ الخامسة والثمانين، ضعيفا ومرتجفا ومثيرا للشفقة، كان لا يزال يصور الإعلانات عندما يطلب منه. أما زواجه من مارلين، كما يحلله المؤلف «فقد كان عقدا بين شخصين متشابهين. كلاهما كان يعيش داخل صورة البطل التي اخترعت له. كلاهما كان ضعيفا وصغيرا ويخشى مواجهة الناس. كلاهما كان وحيدا، دائما وحيدا. كانا مثل طفلين تركا في منزل كبير. وفي وحدتهما ربما كانا مثل شقيق وشقيقة». يرجح المؤلف أن جو هو الذي أصر على الزواج. فهو أيضا لم يصدق أو يدرك الشهرة التي بلغها. لم يصدق أن أشهر كتَّاب المسرح الغنائي، أوسكار هامرشتاين، وصف في مسرحيته امرأة بأن «جلدها ناعم مثل قفاز ديماجيو». أو أن الحوار في «الشيخ والبحر» (همنغواي) يدور حول «ديماجيو العظيم». أو أن أغنية فيلم «المتخرج» سوف تتساءل «أين اختفيت، جو ديماجيو»، حتى الخامسة والثمانين، مريضا في الرئة وعجوزا، كان لا يزال يطلب المال على عكاز.