الذين هبطوا من السماء!

TT

لم ينته الكلام والحديث والشك في (الأطباق الطائرة) وبالإنجليزية يسمونها: أشياء طائرة مجهولة. ولن ينتهي الكلام عن سكان الكواكب الأخرى. فليس من المعقول أن يكون الإنسان هو العاقل الوحيد في هذا الكون. وليس معقولا أن تكون الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يضج بالحياة: نباتا وحشرات وجراثيم وبهائم وبشرا. ولا بد أن يكون هناك ألف مليون كوكب تعيش عليها كائنات أخرى. وليس من الضروري أن تكون مثلنا. فعلى كوكبنا نباتات وحشرات وزواحف وطيور، وجميعها ليست مثلنا. فلا نهاية لقدرة الله على الإبداع في أي مكان من الكون وفي أي زمان..

وكان أحد الرحالة والباحثين الفرنسيين قد اكتشف نقوشا في صحراء ليبيا. في منطقة اسمها (جبارين).. وهذه النقوش في أحد الكهوف واسمها (كهوف تسيلي). وقد رأيت لوحات لها في مطار طرابلس أو في مطار الجزائر ـ لست على يقين من أيهما.

وهذه النقوش في (كهوف تسيلي) عبارة عن أبقار وجواميس بديعة الخطوط، طائرة. وهذا يؤكد أن هذه المنطقة الصحراوية كانت مليئة بالغابات والحيوانات.. ثم جفت وماتت كل الحيوانات وبقيت هذه النقوش التذكارية ولكن من الذي رسمها؟ ولماذا؟ هذه هي المشكلة أو الإشكالية.

ويحاول الباحثون أن يأتوا بجديد لمعنى هذه النقوش في ليبيا والتماثيل الضخمة في جزر (الفصح). فما المعنى لهذه التماثيل؟ وما الذي أراد أن يقوله الفنان الذي نحتها.. ويقول لمن؟ ومن أين جاء؟

إنه لغز الذين هبطوا من السماء. واستقروا في بقاع كثيرة من الأرض وتركوا آثارهم تدل عليهم.. وتحيرنا..

آخر هذه الدراسات ما كتبه المؤلف الايطالي كارلو نابوليتانو وعنوانه (النظرة قبل الأخيرة على كهوف تسيلي)..

وكان الصديق أحمد قذاف الدم قد وعدني بتيسير زيارتي لهذه المنطقة القاحلة من الصحراء الغربية.. وما زلت منتظرا أن يقول لي: تفضل على مسؤوليتك.. وفي ستين داهية!