ملكة جمال على الطريقة السعودية

TT

أقيمت في السعودية أول مسابقة من نوعها لاختيار ملكة جمال الأخلاق، نظمها مهرجان الصفا النسائي، وأسفرت عن فوز إحدى المتسابقات بلقب الملكة، بعد منافسة شديدة على اللقب ضمت مجموعة من الفتيات. وتستحق هذه المسابقة التي ركزت على جوهر المرأة ومكارم الأخلاق الإشادة بها ودعمها، فهي المقابل العقلاني والأخلاقي لمسابقات الجمال المبتذلة التي اهتمت بجسد المرأة، وقياسه وفق معايير إغريقية تقليدية تحدد معايير لطول الجسم، ومحيط الخصر والصدر، وغير ذلك من الجمال الظاهر، في الوقت الذي تكمن الجماليات الحقيقية للمرأة في الجوهر بكل ما تنطوي عليه من قيم، وأخلاقيات، ومبادئ. وقد ركزت هذه المسابقة الجليلة على منظومة من القيم في مقدمتها القيم المتصلة ببر الوالدين، ويمكن القول إن ملكة الجمال في هذه المسابقة، هي ملكة في أخلاقياتها، وفضائلها، ومثالياتها، وإن شاركها الفوز جميع الفتيات المشاركات، حيث استفدن من الدورات المختلفة المصاحبة لهذه المسابقة.

إن فكرة هذه المسابقة فكرة جديرة بالإشادة بتحويلها الانتباه إلى فضائل المرأة الحقيقية التي يغفلها الكثيرون حول العالم، وهم يتوجون ملكات وفق معايير لا تلامس الجماليات الجوهرية للأنثى، وفي تقديري أن الفتاة التي فازت بتاج الأخلاق في السعودية ينبغي التعريف بها في المحيط النسائي، والاستفادة من تفوقها الأخلاقي في أن تكون قدوة لغيرها من الفتيات الصغيرات، لأن أغراض المسابقة ينبغي أن لا تقف عند حدود منح اللقب، ولكن بتوظيفه في سياقات تربوية تجعل له قيمة وجدوى.

وإذا كانت المسابقة قد اقتصرت حتى الآن على المنطقة الشرقية من السعودية، وضمت نحو 275 فتاة، تراوحت أعمارهن بين 15 و25 سنة، فإن الأمل كبير في أن تتوسع في أعوامها اللاحقة لتشمل مختلف المناطق، ويكون لها قواعدها وتنظيماتها الخاصة، ويظل لمنظمي هذه المسابقة فضل الابتكار، والسبق، والتأسيس.

[email protected]