كانت أوهاماً جميلة!

TT

العلماء مصرون على تجريد عالمنا من كل ما فيه من جمال وأوهام.. فالقمر الذي عاش عليه العشاق والمحبون ونصف الشعر الرومانسي في كل الدنيا جعله العلماء حجرا مستديرا يدور حول الأرض التي تدور حول الشمس.. وعندما هبط عليه الرواد وجدوه بالضبط يشبه صحراء نيفادا التي دربهم على السير فيها د. فاروق الباز فلم يجدوا فرقا بينها وبين صحاري الأرض.. جفاف وبرودة وحرارة ووحشة!

ولا يمكن أن تجد مقالا واحدا أو كتابا أو أغنية عن السلام ليس فيها الكلام عن حمام السلام.. ذلك الطائر الوديع الجميل في كل ميادين أوروبا وكنائسها. يوجد هذا الطائر الوديع الذي يحط على رؤوس وأكتاف الناس الذين أتوا له بالطعام. ويقال: إن نوحا ـ عليه السلام ـ أطلق الحمام من سفينته ليعرف إن كانت الأرض قريبة.. فعاد الحمام بأغصان الزيتون في قدميه.. بما يدل على انه قد وجد أرضا ووجد على الأرض أشجارا.. فالحمام هو رمز السلام الذي هو حلم البشرية.

وبسرعة وجد العالم الأمريكي ستانلي تمبل أن في جزر موريشيوس حماما ورديا.. هذا الحمام الوردي سيئ السمعة.. إنه سام.. فلم يذق لحمه أحد إلا كان آخر طعام له..

فهذا الحمام قد استخدم السموم وسيلة للدفاع عن النفس. فقد أعد هذه السموم لكل من يريد أن يعيش عليه فأماته.. وحاول العالم الأمريكي أن يعرف من أين تجيء هذه السموم.. فلاحظ أن هذا الحمام يعيش على نباتات سامة.. فكأن هذا الحمام توفيرا لطاقته في صناعة السموم، راح يحصل عليها من الخارج..

ثم أن بعض الطيور والحيوانات والزواحف تضع لونا أحمر في جلدها وفى ريشها إنذارا للحيوانات الأخرى ألا تقترب منها لأنها مسمومة!!

وذهب العالم الأمريكي إلى أن يجرب على نفسه.. فأكل لحم هذا الحمام فظهرت عليه أعراض التسمم كارتفاع درجة الحرارة والعرق والغثيان والدوخة. وكتب اعترافاته ووصيته: إن مت، فقد مات قبلي علماء كثيرون فداء للبشرية!

أما الذي لم يجد له حلا فهو: كيف توجد كل هذه السموم في دماء الحمام ثم لا يموت!!