ادفنوني تحت بلكونة جولييت!

TT

(يصل ويسلم إلى يد الآنسة المعذبة جولييت ـ مدينة فيرونا ـ ايطاليا)..

أكثر من عشرين ألف خطاب تتلقاها مدينة فيرونا التي شهدت قصة غرام روميو وجولييت. وكانت الخطابات تتجمع عند مجلس بلدية المدينة كل سنة.. ولا يعرفون ما الذي يمكن عمله.. ولا ما هو المطلوب.. ولا تزال الخطابات تجيء من كل مكان في العالم.. أحد الشبان الإنجليز أرسل في سنة 1973 عشرة آلاف خطاب.. خمسة خطابات كل يوم يحكي فيها لجولييت ما يلاقيه من عذاب يومي بسبب أنه يحب فتاة لا يمكن أن يتزوجها.. فأهلها لن يوافقوا على هذا الزواج ولو قطع نفسه ألف قطعة تحت أقدام أبيها وأمها..

وبعض الخطابات يكون عنوانها هكذا: جولييت كابولييت.. أو روميو مونتاجو.. أو جولييت مونتاجي لأن جولييت قد تزوجت سرا من روميو..

5% من هذه الخطابات موجهة إلى روميو..

تشكلت جمعية اسمها «نادي جولييت».. مهمة هذا النادي أن يتلقى الخطابات ويحتفظ بها ويرد عليها.. وقد طلب النادي من شبان النادي في الجامعات أن يتولوا الرد على تساؤلات أو رغبات هؤلاء الشبان المعذبين في الدنيا..

وعلى الرغم من أن هذه القضية قديمة وقد تناولها عدد كبير من الشعراء في مقدمتهم شكسبير، فإن أحداث هذه المأساة لا تزال حية عند الشبان في كل الدنيا. ومن أهم المعالم السياحية في مدينة فيرونا: البيت الذي كانت تسكنه جولييت.

وزودوه بالموظفين الذين يتلقون الخطابات ويردون عليها.. بعض الخطابات تطلب صورا.. وبعضها تطلب صورا من إمضائها.. أو شعرة واحدة من رأسها..

من أعجب الرسائل خطاب جاء من فتاة عمرها 14 سنة من استراليا تقول: أنا أعرف أن روميو مات وشبع موتا وأن جولييت أيضا.. ولكن أريد فقط أن تقرأوا خطابي هذا بصوت مرتفع في الباب المطل على البلكونة وأن تبعثوا لي بتسجيل للصوت وصداه في هذا المكان.. ووردة من الشجرة التي تحت البلكونة مباشرة. ولكم الشكر..

وخطاب آخر من الأرجنتين من فتى وفتاة يقولان معا: قررنا أن نموت معا.. فهل من الممكن أن ندفن تحت البلكونة!

وجاء الرد: مستحيل.. فعشرات الألوف طلبوا ذلك!!

وخطاب من شيلي يقول: إنني أحس بأنني جولييت. شكلي وشعري وكل الناس يؤكدون لي ذلك.. واليكم صورتي.. فهل أطمع في أن أعيش ليلة واحدة في غرفة جولييت وبعدها أموت!!

فالحب لا يموت.. وقصص العشاق أطول عمرا في التاريخ!