أكثرهم انتظاماً أطولهم عمراً!

TT

حكمة قديمة لا تملأ بطنك.. أن تكون خفيفا.. ألا تكون عبئا على معدتك.. وعلى قلبك وعلى أعصابك.. وألا تكون بليدا كسولا بسبب حشر الطعام في معدتك.. والحديث النبوي الشريف يقول: «جوعوا تصحوا».. والرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد نصحنا بان نجعل ثلث المعدة للطعام والثلث للشراب والثلث للهواء.. والعلم الحديث يؤكد صحة هذه الحكمة البليغة التي اهتدى إليها الرسول ويدعونا إليها..

هناك قاعدة علمية تقول: يعيش طويلا من يأكل قليلا.. وهناك قاعدة أخرى تقول للمرأة: تعيش جميلة من تأكل قليلا! وهناك طعام للصحة وهناك طعام للصحة والجمال أيضا! ويريد العلماء أن يذهبوا إلى أبعد من ذلك فيتجهون إلى الإنسان نفسه.. ويرون أن الإنسان من الممكن أن يعيش حتى 120 عاما أو 140 عاما..

والهدف ليس إطالة العمر، وإنما الهدف هو تأجيل الشيخوخة.. والهدف أيضا ليس فقط أن يطول العمر، وإنما أن تزيد سنوات الصحة والعافية.. وأن تظل المرأة جميلة الملامح ناعمة البشرة قليلة التجاعيد لفترة أطول.. ويرون أن ذلك ممكن تماما!

ولكن العلماء يحذرون أن تمتنع عن الطعام وألا تراعي الطعام الصحي.. فالمطلوب هو القليل من الطعام الصحي الذي يضمن كل عناصر الحياة.. ويحذرون من استخدام المواد الكيماوية التي تسد النفس وتلهب الأعصاب وتصيب بالأرق وتحرق المعدة وتضعف المناعة في الجسم وتجعله هدفا لكل أنواع الأمراض والخلل الوظيفي.

علماء آخرون يريدون أن يستخدموا الهندسة الوراثية في اللعب «بالجينات».. فيوجدون جيلا من الناس مسدودي النفس قليلي الرغبة في الطعام أو تذوق الطعام.. إن مثل هذه التجارب تعتبر خنقا للحياة وقد تؤدي إلى تقصير العمر والتعجيل بالشيخوخة والإصابة بالمرض، فبدلا من أن يطول العمر، يطول المرض والشيخوخة!!

ولكن الشيء الممكن هو أن تنقص الطعام الذي أمامك إلى النصف فورا، وفى شهر رمضان المبارك إلى الثلث.

هذا إذا كنت وما تزال في منتصف العمر.. أما إذا كنت قد تجاوزت الخمسين من العمر فلا بد أن يكون طعامك قليلا ومنتظما.. لا بد من الانتظام لأن الغدد في جسمك يجب أن تعمل بانتظام.. وكل معاهد التجميل والصحة في العالم تنصح مرضاها: بالانتظام في كل شيء.. في الأكل والنوم والراحة والعمل.. ومن رأيها: أن أكثر الناس انتظاما في العمل والراحة والطعام أكثرهم صحة وأطولهم عمرا!