سعاد حسني تلاحق السكري بعد سوزان!

TT

مضى على رحيل الفنانة سعاد حسني بضع سنوات، ولم يزل البعض يردد السؤال: هل قتلت أم انتحرت؟ فرحيل المشاهير لا يشبه رحيل الآخرين، إذ عادة ما يكون مصحوبا بحاشية من الفرضيات المعقولة واللامعقولة، ولذا لم أدهش أن تصرّح محامية مصرية لـ«العربية نت» بأنها تقدمت ببلاغ للنائب المصري العام تتهم فيه محسن السكري بقتل سعاد حسني في لندن، وتأكيدها بأنها تقدمت بأدلة جديدة، لا يمكن الكشف عنها الآن تثبت هذا الادعاء، وشددت على أن كل خطوة بالتحقيق لها أوراقها ومستنداتها الخاصة. ومشيرة إلى أنه ـ أي السكري ـ «كان موجودا في لندن وقت الحادث»، ليصبح وضع السكري كالبقرة التي حينما «تطيح» تكثر حولها السكاكين، فهو متهم الآن على ذمة قضية مقتل الفنانة سوزان تميم، ولست أدري ما علاقة السكري بمقتل سعاد حسني، فهل يكفي وجوده في لندن في الفترة التي رحلت فيها الفنانة سعاد حسني للاشتباه به؟! خاصة أن بعض الفرضيات التي صاحبت رحيل السندريلا تبدو على قدر كبير من المبالغة، فسعاد قد انسحبت من الحياة الاجتماعية والفنية قبل موتها بسنوات، وآثرت العزلة والانطواء على الذات، ولم تعد تشكل حضورا يمكن أن يزعج أحدا، وأي مشتغل في الأمور النفسية لا يستبعد احتمالات الانتحار لفنانة جميلة جدا لم تستطع أن تتكيف مع المراحل العمرية اللاحقة، ولا مع التغيرات الشكلية التي تحدث بفعل السن أو المرض، وإن كان مثل هذا الأمر يظل في حدود الاحتمال، وليس بالضرورة أن يأخذ به البعض ـ خاصة من أسرتها ـ لأسباب عاطفية تتصل بمكانة الفنانة في نفوسهم، وفداحة فقدها.

ويخطئ من يظن أن مقتل أو انتحار المشهور ينتهي في أذهان الناس عند حدود ما تسفر عنه التحقيقات، فالرئيس الأميركي جون كنيدي قد مضت عقود على مقتله، ولم يزل ثمة جدل حول هوية القاتل، إذ يرفض البعض ما يقال بأن أوزولد هو القاتل، وبالتالي ظهر ـ وتظهر ـ حول مقتله عدد من النظريات والفرضيات والتخيلات، وتنتج أفلام ووثائق ودراسات، وليس لدى البعض أي استعداد للقبول بالرواية الرسمية.

هكذا هم المشاهير تلازمهم الشهرة أحياء، وتظل تقلقهم حتى بعد رحيلهم، وكم مشهور تمنى لو كان «أحدا ما» ليعيش في هدوء وسكينة، ولينام ـ بعد ذلك ـ في قبره في دعةٍ وسلام.

[email protected]