كلها ألعاب.. ولكن لها قوانين!

TT

نحن نستخدم كلمة «يلعب» عندما نتحدث عن الممثل المسرحي فنقول: يلعب دورا.. وعندما نتحدث عن العزف الموسيقي نقول: يلعب على البيانو.. ونحن نصف لاعب كرة القدم بأنه: مايسترو.. أي قائد أوركسترا..

فالفنون كلها نوع من اللعب.. اللعب باللون أو بالنغمة أو بالصوت أو بالجسم.. ولكن على الرغم من أنها لعب في لعب فإن لها قواعد وأصولا معروفة.. فالشطرنج لعبة ولكن لها قواعد.. والموسيقى لعب بالأصابع.. ولكن هنا اللعب له نظريات.. وكرة القدم لعبة ولكن لها قواعد مثل الهندسة والفيزياء.

وما دامت كرة القدم تهم الناس.. يجب أن تهمنا أيضا.. فهي ظاهرة اجتماعية تستحق التسجيل والتحليل.. وليس من الضروري أن نكون من المعجبين بالكرة.. ولكن من الضروري أن نهتم بما يشغل الناس..

ولذلك يجب أن نهتم بظاهرة كرة القدم.. وان نقترب منها وأن نبحث عن سر اهتمام الناس بها..

وإذا كانت رياض الأطفال هي مدارس اللعب المنظم.. أي مدارس توجه الطفل عن طريق اللعب والاستمتاع باللعب.. فكذلك يجب أن نحول ملاعب كرة القدم إلى «رياض أطفال». الجماهير نوجهها عن طريق اللعب وحبها للعب.. فما الذي نريده من الجماهير؟ نريد منها أن تكون واعية وان تكون رياضية غير متعصبة..

ونريد منها أن تحترم القانون.. وأن تحترم المحاولة والخطأ.. وأن ننظر إلى صفارة الحكم كما ننظر إلى مطرقة القاضي في المحكمة.. ونطلب إلى اللاعبين أن يؤمنوا بجماعية اللعب وجماعية العمل أيضا.. وأنا لا يزعجني أن أرى الخناقات في الملاعب.. ولا أن نرى الثورة على صفارة الحكم.. فأنا أراها فرصة للتوعية والتوجيه..

وليس اللاعب فقط ولا المتفرج هو الذي يحتاج إلى توجيه.. وإنما «النقد الرياضي» هو الذي يحتاج إلى وعي والى اتزان.. أي يحتاج إلى فهم لمعنى التسجيل والتحليل والتوجيه!