تقرير تقدم أوباما بعد احتفاله بعيد ميلاده الـ48

TT

احتفل باراك أوباما بعيد ميلاده الـ48 هذا الأسبوع. ونظرا لأننا أدركنا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي جرت العام الماضي، أن أوباما يمكن تحميله اللوم عن كل شيء حدث بالبلاد منذ أن كان رضيعا، ربما يعد الآن وقتا مناسبا للإشارة إلى أنه يتحمل اللوم عن عدم مشاركة فريق «البيتلز» في مهرجان وودستوك.

من جهته، احتفل الرئيس بعيد ميلاده من خلال عقد مأدبة غداء مع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي، ليثبت بذلك مجددا أنه رجل يعي كيف يستمتع بوقته على الوجه الأكمل. كما ظهر بمؤتمر صحافي موجز ليشدو بأغنية «عيد ميلاد سعيد» أمام هيلين توماس، المراسلة الأسطورة وكاتبة عمود صحافي أكملت عامها الـ89 في اليوم ذاته.

يذكر أن هيلين بدأت عملها بمجال تغطية أنباء البيت الأبيض لصالح وكالة أنباء «يونايتد برس إنترناشونال» عام 1961. وقد أخبرتني ذات مرة أن التنافس للوصول إلى القصص المثيرة المرتبطة بعائلة كينيدي كان محتدما لدرجة دفعت مسؤولي الوكالة لإيقاظ السكرتير الصحافي بالبيت البيض، بيير سالنغر، للتأكد من صحة خبر وفاة حيوان الهامستر الخاص بكارولين كينيدي. بطبيعة الحال لا يمكن لمثل هذا الأمر الحدوث مجددا الآن، لأن الهامستر ستكون له صفحة خاصة على موقع «فيس بوك»، يجري تحديثها على رأس الساعة.

وقد عاين أوباما حدثا مهما آخر هذا الأسبوع، فعندما يدخل الكونغرس في فترة العطلة، سيكون أوباما أكمل نصف عام في الرئاسة. وقد سارت الأمور على وضع جيد تماما خلال هذه الفترة، حيث يشهد النفوذ الأميركي بالخارج تناميا. وعلى الصعيد الداخلي، لا يبدو أن بالبيت الأبيض من يعكف على التخطيط لتقويض حقوقنا المدنية على نحو يومي.

ويبدو أن الاقتصاد لاقى تحفيزا. ومع أن مثل هذه التطورات تستغرق بعض الوقت، فإن الإعانات المالية التي قدمتها الحكومة للمصارف تحرز نجاحا أشبه بالسحر، على ما يبدو. ورغم صعوبة تصديق ذلك، يبدو أن الأميركيين على استعداد لشراء قدر أكبر من السيارات إذا دفعت لهم المال اللازم لذلك. ومن المنتظر أن يضخ مجلس الشيوخ مزيدا من الأموال في برنامج الإعانات المالية بمجرد انتهائه من جلسات الاستماع للتصديق على تعيين سونيا سوتومايور بالمحكمة العليا.

الملاحظ أنه حتى بعض الذين حذروا من أنها ربما تصبح «متحررة» بعد ترقيتها، وقد تشرع في اقتراف جريمة التقمص العاطفي، اعترفوا أن أوباما اختار مرشحة مثيرة للإبهار كي تصبح أول قاضية بالمحكمة العليا من أصول لاتينية. وبذلك نجد أن البيت الأبيض أحسن صنعا.

ثم جاء أول انقلاب هائل تقوم به الإدارة هذا الأسبوع، وهو الرحلة التي قام بها بيل كلينتون إلى كوريا الشمالية لإنقاذ الصحافيتين الأميركيتين الرهينتين. ويكشف هذا الموقف كيف أن هيلاري كلينتون قادرة على تقديم مفاجأة للجميع طيلة الوقت. فيما يخص الحياة الشخصية لوزيرة الخارجية، أعتقد أن القاعدة التي ظلت قائمة دوما كانت أنه في أكثر اللحظات التي كانت بحاجة فيها إلى بيل، قدم بيل العون الأقل لها. لكن هذه المرة، اتجه كلينتون إلى مطار بيربانك، ورافق الرهينتين حتى اجتمع شملهما مع أسرتيهما، ونال ترحيبا حارا من قبل آل غور.

حتى الآن، لا نزال نحاول استكشاف حقيقة مأرب كوريا الشمالية من وراء هذا الأمر، هل هي المكانة؟ أم الدخول في محادثات جديدة حول الأسلحة النووية؟ أم أن كيم يونغ إيل المتداعية صحته كان يعكف على وضع مخطط لضمان نقل الحكم إلى أبنائه؟ جدير بالذكر أن كيم يونغ إيل لديه ثلاثة أبناء، لكن يبدو أن الجميع اتفقوا في الرأي على أن مخطط التوريث يستهدف النجل الأكبر باعتبار أنه الذي وقع عليه الاختيار لمنحه جواز سفر مزور لزيارة «ديزني لاند طوكيو». من جانبي، أفضل الابن الذي ذكرت «نيوزويك» أنه التحق بمدرسة داخلية سويسرية وكتب مقالا عن رغبته في محاربة الإرهاب مع جان كلود فان دام. إلا أنه من المحتمل أن ينتهي الأمر بانتقال السلطة إلى الابن الذي تدعوه شقيقته «الرفيق الجنرال».

نظرا لأن كل من يتولى إدارة مقاليد الحكم في كوريا الشمالية يبدو مخبولا، ربما يكون النهج الأكثر أمنا العمل بناء على فرضية أن الدوافع وراء احتجاز الرهينتين اتسمت أيضا بالخبل. وربما رغبت النخبة الكورية الشمالية لخوض مغامرة مرتفعة المخاطر.

على أية حال، عادت لورا لنغ وإيونا لي إلى أرض الوطن. ولا يسعنا سوى القول إن الجميع أبلوا بلاء حسنا في التعامل مع هذا الأمر. وبمجرد بدء عطلة مجلس الشيوخ، يمكن لأوباما التوجه إلى جزيرة مارثا فاينيارد والاسترخاء هناك. ورغم أنه لم يتم إقرار قانون الرعاية الصحية بعد، ويتعرض أعضاء الكونغرس لهجوم بسببه من قبل أشخاص يبدون وكأنهم منفصلون عن الواقع. لكن إذا نظرنا إلى الجانب المشرق، نجد أن هؤلاء النقاد حصلوا أخيرا على أمر يشتت انتباههم بعيدا عن شهادة ميلاد الرئيس.

أما النبأ الأفضل فيتمثل في أن «مصادم الهدرونات الكبير» في سويسرا بات عاجزا عن العمل على نحو مناسب. والمعروف أن هذه الآلة كان من المفترض أن تسحق جسيمات دون الذرية لصالح خدمة معمل أبحاث فيزيائية فائق التطور. وقد انتابت البعض هواجس مزمنة حيال الآلة وإمكانية أن تخلق فجوة سوداء تمتص الكون بأسره، أو تحملنا إلى الماضي، تحديدا، إلى العام عندما كان أوباما في الثامنة من عمره وكان مسؤولا عن فترة رئاسة نيكسون، أو ربما تنقلنا إلى عالم مواز يحكم فيه البلاد جون ماكين وسارة بالين.

*خدمة «نيويورك تايمز»