الحرس القديم لا المناضلون

TT

خرجت الصحافة العربية يوم الأربعاء بعنوان موحد مكتوب بعلامات التعجب حول الاقتراع ضد بعض القيادة القديمة في «فتح». ويعبّر ذلك، في صورة عفوية جماعية، عن ثقافة عربية جذورية، ترفض فكرة التقاعد للسياسيين مهما كانت نتائج أعمالهم ومهما كانت سنوات الخدمة. وليس بين الذين أبعدوا مؤسس مثل ياسر عرفات أو أبو إياد، أو مناضل مثل خليل الوزير. ولا من افتراء على سجلهم وعلى معدل أعمارهم. والدليل أن أبو ماهر نال بوقاره وسمعته وأبويته أكثرية الأصوات. وأعطي الأعضاء حرية الاقتراع فاقترعوا. ولا يعني ذلك أن المراقبين يقرون الخيار، لكن عليهم احترامه. والمشكلة في فلسطين ليست الانتخابات ولا نتائجها، بل السطو على المسار الديمقراطي كما فعلت حماس، حين استخدمت القوة المسلحة لإلغاء خيار الناس الحرية.

المهم في نتائج التصويت على قيادة فتح أن الفلسطيني لا يزال متعلقا بنضاله ولو التزم القرار السياسي. وفي سقوط السيد أحمد قريع، رأس المفاوضين على أوسلو، وانتخاب مروان البرغوثي وهو في السجن، دلالة رمزية على المناخ النفسي الذي يسيطر على الفلسطينيين، حتى عندما يغيب نظام القمع، سواء كان بطله الاحتلال أو المواطن.

يدعو الكاتب الأميركي توماس فريدمان الفلسطيني إلى اعتماد الازدهار والاقتصاد حلا. وكان قد دعا إلى ذلك طويلا في الجنوب. وطالما نصحنا قبل عقد بشراء الأراضي هناك لأن الجنة مقبلة إلى المنطقة مع السلم. ومشكلتنا مع المستر فريدمان ليست أنه مهم، كما رد عليّ أحد الزملاء، مشكلتنا معه أنه مبالغ في التفاؤل ومستعجل على الحلول. والمشكلة الأخرى ـ والعضوية ـ أنه يريد أن يغير العرب بدل أن يستخدم تأثيره وموقعه لتغيير شيء في القرار الأميركي والإسرائيلي. وقد عاش المستر فريدمان في المنطقة وغطى حروبها وله صداقات كثيرة فيها. ولا أعتقد أن أحدا من الجنون بحيث يريده قوميا عربيا. كل ما نأمل به أن يتذكر وهو ينشرح بدلائل السلام، أن المجتمع الإسرائيلي انتخب نتانياهو زعيما وقَبِل ليبرمان وزيرا لخارجيته. حاول أن تقرع أبواب إسرائيل بقوة أكثر.