هناك عبارة تقول: لا يوجد محب، ولكن يوجد إنسان في حالة حب..لأن الحب ليس صفة ولكنه فعل..
وكذلك لا يوجد إنسان رياضي، ولكن يوجد إنسان يتريض.. أي يمارس الرياضة يوميا.. فالرياضة فعل وليس صفة.. ليست لون الجاكتة وإنما هي لون البشرة التي تعرضت للشمس..
وكما أن اللاعب يجب أن نؤهله لأن يكون لاعبا، فنحن نفرض فيه التفوق أيضا.. التفوق لأسباب شخصية أو وطنية أو قومية.. المهم أن تكون الرياضة متعة وواجبا وحياة وشرفا أيضا..
ولقد رأينا أفلاما كثيرة عن أبطال الرياضة، وكيف أن البطل لم يولد بطلا، وإنما صار..أما كيف صار؟ فقد التفت إلى مواهبه أحد النقاد أو المدربين.. ثم راح يقوي مواهبه ويعطيها الفرص.. ثم يرعاه ويدعمه.. ويعطيه المزيد من الفرص..
ورأينا أيضا أفلاما عن أبطال الملاكمة وأكثرهم من الزنوج.. ثم رأينا المدرب يعبئ اللاعب بالرغبة في الفوز والانتقام وضرورة النصر.. فيقول له: لا تنس أنك أسود وأنهم يحتقرونك.. أنهم الأقوى والأغنى.. ولكنك في هذه الحلبة أنت الأقوى والأغنى..
أنت الأعظم.. فهم حبسوك في سجن اللون.. وقالوا لك: إنه سجن أبدي.. سوف تبقى به ووراءه ذليلا ذلولا.. أبدا يجب أن تقفز من فوق سجن اللون.. وتجعل اللون الأسود شرفا يحسدك عليه كل أبيض وأشقر وأصفر.. وقد حدث ذلك كثيرا.. وهذه فرصتك.. بل إنها فرصة أهلك.. اضرب.. اقتل.. على جثته. وأنت قادر على ذلك..
فالمدرب لا يكتفي بالتدريب العنيف المستمر، وإنما هو يملأ البطل قوة دافعة قاهرة. وهذه هي التعبئة المعنوية مضافة إلى التعبئة العضلية والعصبية..
وهذا هو التحدي الذي ينغرس في لحمه، وتحت اللحم أيضا!
والعضلات بلا استعداء فارغة، والتعبئة بلا عضلات حقد ومرارة.. والعضلات والتعبئة بلا موهبة تجعل الإنسان يهتز ولا يتحرك.. ولا يتقدم ولا يتفوق!