القادم «مرعب» أكثر!

TT

يبدو من الأرقام أن إنفلونزا الخنازير في طريقها لأن تصبح خطرا كبيرا، وأن ما أعلن عنه حتى الآن على الصعيد العالمي ما هو إلا رأس الجبل الجليدي المغمور تحت سطح الماء.

الأرقام المتعلقة بعدد الحالات المصابة هي إلى ازدياد كبير وبوتيرة واضحة، أميركا على سبيل المثال أعلنت وزيرة الصحة بها أن عدد المصابين تجاوز المليون شخص، وفي بريطانيا أعلن أن عدد المصابين تجاوز المائة وخمسين ألفا، ولكن المناطق الأكثر خطورة وحساسية كما يصف المراقبون هي دول الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وتشيلي ونيوزيلندا، وهي جميعا دول تقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث الموسم الشتوي، وهذه الدول بات فيروس إنفلونزا الخنازير الفيروس الأول للإنفلونزا، وانتشر بشكل متوحش وسط العامة حتى تفوق على فيروس الإنفلونزا التقليدي.

وتراقب منظمة الصحة العالمية تداعيات المرض على هذه الدول وهي تستعد لاستقبال موسم الإنفلونزا الشتوي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهو النصف الأكثر كثافة سكانية، وهو طبعا يأتي مع بدايات الموسم الدراسي للطلبة، وتأتي التقديرات لتزيد من ضراوة المسألة والتحدي، حيث يعتقد الخبراء أن نحو 45 في المائة من سكان الكرة الأرضية سيصابون بالمرض.

وطبعا يصاحب هذا التصور والسيناريو المرعب موضوع تجهيز المصل المناسب وتطعيم الناس به وتسابق شركات الأدوية للزمن وبعضها البعض لإنهاء الاختبارات التي تجريها على البشر والتأكد من نجاح المصل لكي تبدأ في مداولته بصورة تجارية رسمية، فالتواريخ التي أعلنت عن توافر المصل وتداوله هي إلى الآن تواريخ تقديرية بحتة على أقل تقدير.

فرنسا أعلنت أنها ستطعم 64 مليونا من مواطنيها «أي كل المواطنين فهذا هو تعداد السكان في فرنسا!». الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى أعلنت أنها ستقوم بتقديم المصل لنصف عدد سكانها. وسيكون طبعا تحدي العصر الطبي أن تقوم شركات الدواء بتصنيع وتوفير المصل لكل هذه الأعداد المهولة في وقت قياسي بعدالة وسوية وبصورة اقتصادية.

مع هذا النوع من سيناريو الرعب يتوجب الاستفادة مما حدث في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وتحديدا مع الأرجنتين التي تمكنت من خفض معدلات انتشار الفيروس بين مواطنيها بشكل ملحوظ بعد أن قامت بمنح إجازة للمدارس لمدة فاقت الشهر، وبعد أن أعادت برمجة الحراك المروري وأساليب النظافة المتبعة أعادتهم للمدارس من جديد.

واليوم سيكون القائمون على المرافق الحكومية والخدمية منها تحديدا في العالم العربي، مطالبين بإعادة النظر في مسائل «تقليدية» كالحج والمدارس والمباريات والمناسبات العامة بشكل جاد وحذر، لأن الفيروس إلى انتشار، ولا تزال الجاهزية له حتى الآن دون المستوى المطلوب، وتركه على هذا الوضع ينذر بكارثة بشرية هائلة.

[email protected]