أردوغان والإسلاميون.. انتهى شهر العسل؟

TT

في معرض هجومه على حماس بخطبة إعلان الإمارة الإسلامية في رفح، شبّه أمير الجماعة الدكتور عبد اللطيف موسى، المعروف بأبو النور المقدسي، الحركة الإخوانية بحزب العدالة التركي، حيث قال المقدسي إذا بقيت حماس على ما هي عليه، فهي بمثابة حزب علماني، «ينتسب إلى الإسلام زورا مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان».

فهل انتهى شهر العسل بين السيد أردوغان والحركات الإسلامية العربية؟ الملفت في أثناء البحث لكتابة هذا المقال هو تجاهل جل وسائل الإعلام العربية لتشبيه المقدسي لحماس بعلمانية تركيا، فمن خلال محرك البحث غوغل، قسم الأخبار، لم ينشر تلك العبارة سوى صحيفة «الشرق الأوسط»، و«اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري»، علما أن من يستمع لكامل الخطبة يجد أن حديث المقدسي عن حماس والهجوم على السيد أردوغان واضح ومباشر!

وبالنسبة للعلاقة بين الإسلاميين وتركيا يقول لي باحث ومفكر إسلامي بارز، إنه بناء على ما سمعه من رموز بعض الحركات الإسلامية، فإن هناك وجهتي نظر تلخص رؤية الحركات الإسلامية في العلاقة مع تركيا العدالة والتنمية.

هناك موقف السلفيين، حيث لا يخفون امتعاضهم من تحركات السيد أردوغان، وإن كانوا لا يجاهرون بها إعلاميا، حيث يرون أن أردوغان إسلامي بالاسم، ولا يهتم بالقضايا الأساسية، فمن وجهة نظرهم أنه لا يهتم إلا بقضية الحجاب، حتى ولو كانت المرأة تلبس هنداما قصيرا، وذلك لأن الحجاب قضية جماهيرية في تركيا، وحلم عمره خمسون عاما.

كما يأخذون عليه العلاقة مع إسرائيل، رغم موقفه في دافوس بعد حرب غزة، حيث غادر القاعة احتجاجا على تصريحات للرئيس الإسرائيلي، حيث إنه لا شيء قد تغير على أرض الواقع في العلاقات التركية الإسرائيلية، خصوصا أن مكتب نتنياهو قد أعلن أن تركيا وسيط شرعي في المفاوضات مع سورية.

أما بالنسبة للإخوان المسلمين، وتحديدا في مصر، فيقول المفكر الإسلامي، إن رموز الإخوان يرون أن أردوغان يقدم خدمة كبيرة للإسلاميين، حيث يقوم بتلميع صورتهم في الغرب، وخصوصا في واشنطن، كما أنه يقوم بمبادرات تصب في مصلحة نفوذهم السياسي، من خلال تقريب وجهات النظر بين الإخوان وسورية، مثلا، أو فتح قنوات خلفية بين الإخوان والغرب.

ولذا فإن الإخوان لا يرون ضررا فيما يقوم به السيد أردوغان، بل يعتقدون أنه يفيد أكثر مما يضر، في سبيل خدمة مصالحهم الكبرى، ولذلك يعتقدون أنه من الخطأ انتقاده، حتى وإن كان لدى تركيا علاقات مميزة مع إسرائيل، وذلك بالطبع على عكس موقف الإخوان من علاقات السلام بين مصر والأردن وإسرائيل، والتي أعادت إلى هاتين الدولتين أراضيهما المحتلة، بينما ليس للأتراك أراضٍ محتلة من قبل إسرائيل!

ولذا فإن ما قاله المقدسي قد يكون مؤشرا على انتهاء شهر العسل بين الحركات الإسلامية وتركيا، بمقدار ما أنه مؤشر كبير أيضا على أن ما خفي كان أعظم في غزة، حيث من الواضح أن التطرف الأصولي هناك قد انتشر بشكل كبير، وبات يهدد الفلسطينيين أنفسهم.

[email protected]