الدرافيل أنقذت أخا الوزير..

TT

ملايين الحيوانات والزواحف والحشرات والطيور تموت فداء للإنسان في كل المعامل البحثية.. ولولاها ما عرفنا فوائد أو مضار العقاقير والسموم. ويوم احتجت جماعات الرفق بالحيوان على أن روسيا أطلقت كلابا وقردة إلى الفضاء الخارجي لم تشأ أن ترد عليهم لأن هناك ألوف الكلاب والقطط والفئران تموت من أجل أن يحيا الإنسان في صحة وعافية.. فلماذا لا يحتجون على ذلك؟!

وذهب العلماء إلى الاستفادة من هذه الحيوانات في حل كثير من المشاكل. فحمام الزاجل قد علقوا بين رقبته أجهزة التنصت ليعرف العلماء اتجاه الحمام وارتفاعه عن الأرض وتصوير المناطق التي يطير فوقها..

واستخدموا القردة والفيلة والثعالب ليعرفوا نشاطها في الغابات وانتقالها من مكان إلى مكان..

واستخدموا الدرافيل في تصوير أعماق الماء.. واستخدموها أيضا في تصوير الألغام العائمة والألغام التي استقرت في قاع البحر..

واستخدموا أسماك القرش وتدخلوا بأجهزة إلكترونية تلتقط من مخ هذه الحيوانات الرسائل التي تطلقها والرسائل التي تتلقاها.. ثم وجهوها وراء السفن والغواصات..

وقبل ذلك استخدم الأمريكان النحل في أن يهتدوا إلى الألغام الأرضية وذلك بأن عودوا النحل على رائحة الحديد والصلب في نفس اللحظة التي يمتص فيها رحيق الزهور.. وقد جربوا ذلك في الصحراء المصرية، حيث استقرت ملايين الألغام وعرفوا نوعا من النحل يتجه مباشرة إلى حيث يرقد اللغم ويدور حوله ثم يعود إلى الخلية..

وأذكر أنني عندما كنت رئيسا لتحرير مجلة «الجيل» عام 1960 أن نشرنا تقريرا أن غرق أحد إخوة وزير الزراعة د. يوسف والي. وكيف أن درفيلا في البحر الأحمر قد أنقذه وجرجره حتى الشاطئ.. وأكثر من ذلك أن حذاءه كان قد استقر في قاع البحر قرب الشاطئ فذهب الدرفيل وأمسكه بأنيابه وألقى به على الشاطئ.. وكذلك منديل له..

وبعدها بأسبوع تلقيت رسالة من السيرك القومي في كاليفورنيا يطلب مني بحثا مفصلا عن هذه الواقعة ويسأل إن كان من الممكن أن يقوم بتجارب أخرى مع هذه الدرافيل..

وانشغلت عن الرد على هذه الرسالة ففوجئت بوفد من مدربي الدرافيل وعلماء الأحياء المائية قد وصلوا إلى القاهرة. وذهبوا إلى البحر الأحمر وقاموا بتجارب على إنقاذ الغرقى ثم جربوا أنواعا من العطور والروائح الطاردة.. وجربوا هل تقوم الدرافيل بإنقاذ الحيوانات الأخرى مثل الكلاب والقطط والطيور!!