الملك توت: من هو أبوه؟ ومن هي أمه؟

TT

لا يزال «توت عنخ آمون» الفرعون الذهبي الصغير يحير العالم كله. وسوف يظل كشف مقبرة الملك «توت» منذ نحو 85 عاما أهم كشف أثري ليس في مصر فقط، بل في العالم كله.

فهي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مقبرة ملكية لأحد فراعنة مصر القديمة بكامل حالتها والأثاث الجنائزي الذي أعد للدفن مع الملك إضافة إلى كنوزه من المجوهرات والحلي والنفائس التي تسحر كل عين تقع عليها، ومن الصعب تصديق أن هذه الكنوز بالغة الدقة وجميلة الصنعة قد صنعت منذ أكثر من 3500 عام!

وفي محاولة لفك أسرار عائلة الملك «توت» ومعرفة من هو أبيه، سوف نجد أن بعض العلماء يرجحون كون الملك «أخناتون» ـ أول ملك مصري ينادي بالتوحيد ووحدانية الإله ليس في مصر القديمة وحدها.. بل في العالم كله ـ هو أبو الملك «توت»، في حين يعتقد آخرون أنه الملك «أمنحتب الثالث» أبو الملك «أخناتون»!

ولكن ماذا عن أم الملك «توت»؟ إذا تتبعنا الآراء السابقة بخصوص أبيه، تكون الملكة «تي» زوجة «أمنحتب الثالث» أو الملكة الشهيرة «نفرتيتي» زوجة الملك «أخناتون» وكلتاهما مرشحتان كأم للملك «توت». إضافة إلى اعتقاد البعض أن الملكة «كيا» التي كانت زوجة ثانوية للملك «أمنحتب الثالث» ثم انتقلت إلى حريم الملك «أخناتون» هي أم الملك «توت».

وذهب أصحاب هذا الرأي إلى الاعتقاد بأنها قد ماتت عقب مولد الملك «توت». وإلى الآن لم يتم الكشف عن مومياء الأم، على الرغم من وجود الهيكل العظمي الذي عثر عليه داخل تابوته بالمقبرة رقم «55» بوادي الملوك، والتي يعتقد أنها تخص الملك «أخناتون» وأن هذا الهيكل العظمي ما هو إلا بقايا موميائه!

ولم يتم إلى الآن الكشف عن أي من مومياوات الملكة «تي» أو الملكة «نفرتيتي» أو الملكة «كيا». ويجب هنا أن نذكر أن هناك العديد من المومياوات الملكية لسيدات لا يعرف نسبهن. كما يوجد بمستشفى القصر العيني الأجنة التي كشف عنها هيوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك «توت عنخ آمون»، وقد عثر عليها مدفونة بجوار تابوت الملك «توت» نفسه، وتم وضعها داخل القصر العيني عام 1930، وليس هناك تأكيد بأن هذه الأجنة هي أبناء الملك الصغير أم لا؟

حيث يشير البعض إلى أن دفن هذه الأجنة داخل المقبرة كان له دلالة رمزية على أن الملك مات طاهرا مثل الأجنة، وأنه سينعم بحياة الخلود في جنة الآخرة!

كل هذه الأسئلة المحيرة هي علامات استفهام لم يصل العلماء إلى حلها.. وقد بدأنا في حل لغز الملك «توت» بفضل ما نملك من معملين لتحليل الحامض النووي DNA للمومياوات، إضافة إلى وجود جهاز «CT-Scan» الذي يمكن من خلاله معرفة كل صغيرة وكبيرة تخص المومياء.

وعندما بدأنا ولأول مرة تحديد المومياوات التي سوف تخضع للفحص.. اتفقت على ضرورة أن يكون المشروع مصريا بالكامل، فهناك علماء مصريون على مستوى متقدم في علم الجينات وتحليل الشريط الوراثي من خلال استخدام تقنية الـ«DNA»، ومنهم الدكتور يحيى زكريا، وفي مجال الأشعة، عندنا الدكتور أشرف سليم، يساعدهما فريق علمي من الشباب المدرب على أعلى مستوى. ولم أكن أتصور أن هناك أي أمل في الحصول على عينات للحامض النووي للمومياوات، بل كنت أعتقد أننا سوف نثبت للعالم كله أن الحامض النووي للمومياوات ليس موجودا. ولكن حدثت المفاجأة عندما دخلت مع الدكتور يحيى زكريا داخل مقبرة الملك «توت» وبدأنا في الحصول على العينة، وقد وجدت أمامي ولأول مرة دليلا لوجود الحامض النووي الـ«DNA»، وهو ما أعتبره مفتاح حل لغز عائلة الملك «توت عنخ آمون»!