إنجاز جديد للأمن السعودي

TT

جولة جديدة مع الإرهاب.. هكذا هو لسان حال السعوديين وهم يتلقون أخبار سقوط مجموعة من المتهمين الخطرين وهم يخططون ويمولون عمليات تخريبية في مناطق مختلفة من البلاد.

وقد جاء الإعلان عن الإيقاع بهذه المجموعة المخربة قبل أيام قليلة جدا من بدء شهر رمضان المبارك.

وقد حمل بيان وزارة الداخلية مجموعة من المعلومات اللافتة والمهمة جدا. العدد كان 44 شخصا (واحد منهم فقط مقيم والباقي سعوديون)، ونسبة السعوديين إلى ازدياد كما هو ملاحظ، فالعمليات السابقة كان عدد غير السعوديين لافتا فيها، ويضاف لذلك أن المقبوض عليهم منهم عدد غير قليل من أصحاب المؤهلات والشهادات العليا، وكان من المضبوطات 67 رشاشا و22 ألف طلقة و376 دائرة الكترونية تستخدم في عمليات التفجير و29 مخزن رشاش و20 صندوق ذخيرة، وكما هو واضح هذه ترسانة كاملة دفنت في مواقع مختلفة وبشكل محترف.

وقد تبين أن هذه المجموعة لها علاقات مشبوهة مع محرضين من الخارج على نفس النهج من الفكر المتطرف والمخرب، وقد استغلوا ثغرات العمل الخيري وتمكنوا من جمع أموال هائلة لأجل تمكينهم من شراء العتاد والسلاح وتجنيد الشباب، ولكن وزارة الداخلية تمكنت من إضافة نصر ساحق جديد يضاف لرصيدها الباهر في الحرب على الإرهاب، وذلك بضربات استباقية موجهة ومركزة بسرية وحرفية، وهذا يحسب للتطور الملحوظ في أداء رجال الأمن العام بالسعودية نتاج تحسين أدوات التدريب والتجهيزات والمعدات مما أدى إلى رفع درجات الجاهزية إلى مراحل قياسية مع إضافة الخبرة الميدانية المكتسبة التي أهلتها اليوم لتكون من أفضل الأجهزة والقطاعات الأمنية في العالم من ناحية الفعالية والنتائج الإيجابية في مواجهة الإرهاب وتحدياته الحاسمة.

والحق، يحسب هذا التطور الملحوظ في الأداء الأمني السعودي لشخص الأمير الشاب محمد بن نايف وحراكه «الصامت»، ولكن الملحوظ، وفعالية استراتيجيته التي رسمها في تطوير الأداء وتحسين النتائج. ولعل السعوديين لا يزالون يتذكرون بإعجاب تجربة ربط الحزام، وكيف أطلقتها وزارة الداخلية بالحملة التوعوية وتوزيع الورود على الإشارات عن طريق الجنود، وأدت إلى نتائج إيجابية ممتازة، واليوم مع فارق المثال تتمكن من تحقيق نتائج ممتازة مع المواطنين ومن يتطوع منهم بمعلومات مهمة (وهم أعداد غير بسيطة)، مما أدى إلى وجود هذا الإحساس بالفخر والاعتزاز بجنود قوات الأمن العام، ولا أبالغ في القول بأن هناك شعورا بالفخر والاعتزاز حين الحديث عن وزارة الداخلية وجنودها يشابه الفخر والاعتزاز بفوز المنتخب الوطني السعودي لكرة القدم في مناسبة مهمة.

ولكن من المهم القول إنه من الواضح أن إنجازات المواجهات الأمنية لوزارة الداخلية وفريقها الأمني تفوق بكثير الإنجازات التي حققها الفريق المسؤول عن المواجهات الفكرية والتي لا تزال دون المستوى المطلوب، وليس أبلغ من هذا القول إلا الإشارة إلى الشباب السعودي الذي لا يزال يسقط في أوحال الإرهاب والتطرف.

من حق السعوديين أن يفخروا بإنجاز أمني مشرف يضاف لهم، ومن حقهم أن يتوجهوا للمولى عز وجل بالدعاء الخالد في هذه الأيام المباركة «ربي اجعل هذا البلد آمنا».

[email protected]