ولكننا لم نقل ذلك!

TT

أم كلثوم قالت إيه؟ على رأى نجيب الريحاني.. أو إسماعيل ياسين.. ولا أم كلثوم قالت.. وإنما الذي قال هو شوقي أو أحمد رامي.. ولكن أم كلثوم جمعت الكلام الحلو إلى اللحن الحلو..

وكذلك إسماعيل ياسين.. ليس هو الذي قال وإنما الذي قال هو أبو السعود الإبياري..

وممثلو الكوميديا عندهم مشكلة إذا ظهروا على الشاشة.. كلامهم لا يضحك.. والناس يتوقعون أن يقولوا كلاما مضحكا.. ومشكلة هؤلاء الممثلين أنهم يرتجلون وارتجالهم لا يضحك.. وإنما الذي أضحكنا هو ما قاله المؤلفون على ألسنة الممثلين..

وكنا نضحك عندما يقول فريد شحاتة سكرتير طه حسين: إحنا ماقلناش كده.. أو أنا ماقلتش كده..

وهو يكتب ما يمليه طه حسين فتوهم أن هذا كلامه.. فهو ليس أكثر من جهاز تسجيل لما قاله طه حسين.. والذي يقرأ مقالات طه حسين بخط فريد شحاتة يجدها مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية ـ وهى أخطاء فريد شحاتة طبعا..

وفى إحدى الندوات عن (أسلوب طه حسين) قال العقاد كلاما بديعا في مدح الأستاذ العميد.. ولكن احد النقاد رأى شيئا آخر.. فانتقد طه حسين ـ وهذا حقه..

وفوجئنا بأن الأستاذ فريد شحاتة قد وقف غاضبا يقول: ولكني لم أقل ذلك في كتاب كذا أو في كتاب كذا..

والذي أضحكنا أنه قال: ولكني لم أقل.. طبعا هو لم يقل.. والقائل طه حسين..

وهذا هو الوهم الذي يقع فيه الممثل والمطرب والسكرتير.. فهم يتوهمون أن الدور الذي أدوه على المسرح أو غنوه أو سجلوه من تأليفهم.. ولذلك كان الممثل الكوميدي ليس مضحكا إذا ظهر على الشاشة وحده لأنه يقول كلامه وليس كلام المؤلف.. وكذلك اختلط الأمر بصورة جنونية على سكرتير طه حسين فقال: ولكننا لم نقل ذلك!

سكرتير واحد فقط في كل الأدب العالمي كان له رأي.. إنه سكرتير الشاعر جيته واسمه اكرمان.. وله كتابه الشهير محاورات اكرمان، والفيلسوف نيتشه وصف هذا الكتاب بأنه من روائع الأدب العالمي!

ليس بسبب الأسئلة التي وجهها اكرمان للشاعر جيته ولكن بسبب الإجابات الجميلة للشاعر الكبير..