المرأة في العلوم والتكنولوجيا.. التحديات والطموحات

TT

يعقد في دبي خلال الفترة من 28 إلى 30 سبتمبر (أيلول) المقبل المؤتمر الأول للمرأة العربية في مجال العلوم والتكنولوجيا، برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الأميرة هيا بنت الحسين. ويحمل المؤتمر عنوان «المرأة في العلوم والتكنولوجيا: التعزيز من أجل التنمية في الدول العربية»، وينظم المؤتمر «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» بالشارقة، بالاشتراك مع «مجلس سيدات أعمال دبي» التابع لـ«غرفة تجارة وصناعة دبي»، وبالتعاون مع «منظمة اليونيسكو» ومنظمة «الإسيسكو» و«مؤسسة رويال العالمية».

ويسعى المؤتمر إلى دراسة أحوال المرأة العربية واستغلال كل طاقاتها باعتبارها شريكا أساسيا في عملية التنمية المستدامة في الوطن العربي.

وتعد قضية «المرأة في العلوم والتكنولوجيا» من القضايا المهمة والمثارة عالميا، ويكاد يكون هناك تشابه بين الدول النامية والمتقدمة فيما يخص علاقة المرأة بمجالات العلوم والتكنولوجيا، من حيث الدراسة والعمل والتقدير ونظرة المرأة والمجتمع لهذه المجالات.

فلو أخذنا حصول المرأة على جوائز علمية في قطاع العلوم والتكنولوجيا، لوجدنا أنه ما زال أقل من المتوقع. فعلى سبيل المثال في قطاع «جوائز نوبل» لو حسبنا نسبة النساء الحاصلات على جوائز نوبل في العلوم (الفيزياء والكيمياء والطب) مقارنة بالرجال، لوجدنا أن عددهن أقل بكثير من عدد الرجال، فمنذ إطلاق «جائزة نوبل» عام 1901 وحتى 2008، حصل 531 (من الرجال والنساء) على الجائزة في العلوم، من بينهم 13 امرأة فقط، وبنسبة نحو 3 %، ويعد هذا مؤشرا ودليلا واضحا لضعف تواجدها في مجال العلوم.

وكخطوة مهمة لتعزيز تقدير المرأة ومساعدتها في الحصول على جوائز في مجالات العلوم والتكنولوجيا، أسست مجموعة من المتخصصات المهتمات بهذا الموضوع في الولايات المتحدة «مشروع ريز»، بهدف إحداث تغيير في عدد النساء الحاصلات على جوائز علمية، وذلك بالمساهمة في «مرحلة الترشيح» للحصول عليها، ومحاولة إزالة العقبات التي تعرقل تقديم الجوائز للنساء العاملات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وكذلك توفير قاعدة بيانات يمكن البحث فيها عن كيفية التقدم للحصول على الجوائز العلمية أو ترشيح شخص معين للحصول عليها.

ولعل من بين التحديات في عالمنا العربي التي تسبب ابتعاد المرأة عن الدراسة أو العمل أو الاهتمام بمجال العلوم والتكنولوجيا، العقبات المتعلقة بالنوع (ذكر أو أنثى)، وتأثير الثقافة والعادات والتقاليد والأفكار غير الصحيحة التي ترى أن الدراسة في مجالات العلوم والتكنولوجيا تتصف بالصعوبة وتناسب الأولاد أكثر من الفتيات، وعدم قدرة المناهج والبرامج والأنظمة التعليمية العربية على الربط بين دراسة العلوم والتكنولوجيا والحياة اليومية للمرأة، وسيطرة الرجال على سوق العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا، وكذلك نظرة الأسرة والمجتمع لكيفية أن توفق المرأة بين أداء دورها كزوجة وأم وعملها في مجال العلوم، وبالتالي تتوجه الفتيات للدراسة في مجال الدراسات الإنسانية والفنون.

ومن بين طموحات المرأة العربية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتي يمكن أن تدعمها وتعززها سواء في الدراسة أو العمل أو التقدير، هو أن تأخذ الحكومات العربية بعين الاعتبار الاهتمام بنوع الجنس عند التخطيط للسياسات العلمية والتكنولوجية والعمل على إزالة الفجوة الموجودة حاليا بين الذكور والإناث في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع المرأة لتولي مراكز قيادية عليا ـ خاصة في دوائر صنع القرار ـ في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والعمل على تغيير اتجاهات ونظرة المجتمع للمرأة ودورها، ونشر ثقافة التفكير والبحث العلمي نحو عمل ومشاركة المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات التربوية والتعليمية، وتنمية الاهتمام بأهمية العلم والتكنولوجيا لدى الطالبات بالمراحل الدراسية قبل الجامعية وتشجيعهن على الالتحاق بالتخصصات العلمية، وأهمية دور الأسرة، خاصة الزوج في دعم ومساندة المرأة والفتيات للدراسة والعمل في العلوم والتكنولوجيا، ومساعدة المرأة العربية وترشيحها للحصول على التقدير وجوائز في مجالات العلوم والتكنولوجيا، من خلال إطلاق مشروع عربي أشبه بـ«مشروع ريز» الأميركي، يسعى لإزالة العقبات من طريق تقديمهن وترشيحهن واختيارهن وحصولهن على الجوائز العلمية، وتشجيع النساء للاهتمام بالبحوث التطبيقية التي تساهم في إنتاج وتوطين العلوم والتكنولوجيا.