قاضي القضاة يقول: شكسبير ليس شكسبير؟!

TT

من هو الشاعر العظيم شكسبير؟

النقاد والمؤرخون والباحثون يرشحون لشغل هذا المنصب الرفيع خمسين اسما لشعراء معاصرين وفلاسفة ونبلاء والملكة إليزابيث الأولى! ولا بد أن العرب قد دخلوا في هذه الزحمة وقالوا إن شكسبير هو شاعر عربي اسمه (الشيخ زبير) أو الترجمة الحرفية لاسمه: شيك + اسبير أي هز + الرمح - وهي نكتة أو قفشة. لا بأس.

ولكن الشك الآن أصبح أقوى من أي يقين. فلا أحد يعرف من هو الشاعر العبقري شكسبير أعظم الشعراء في كل العصور وكل اللغات. لا أحد يعرف. ويستحيل أن يكون هذا الإنسان المتواضع الذي كان يمسك بزمام الخيول حتى يخرج أصحابها من المسارح ـ لا يمكن أن يكون هذا العملاق شعرا وفلسفة وتاريخا ونقدا وعمقا ونفاذا هو هذا الإنسان البسيط.

وقالوا إنه الشاعر مارلو وقالوا إنه الأديب بن جونسون وقالوا الفيلسوف فرانسيس بيكون.. ولكن لا يوجد دليل على ذلك. أي لا يوجد أي دليل على أنهم نظموا هذه المسرحيات الفلسفية الفاتنة ولا يوجد أيضا أي دليل على أن شكسبير هذا هو شكسبير الشاعر العظيم..

ثم هذه المفاجأة من قاضي القضاة في أميركا. ففي العدد 18 أبريل 2009 من مجلة (المال والأعمال) أو (وول ستريت جورنال) قال القاضي جون بول سيتفنز رئيس المحكمة العليا الأميركية: إنني أقف مع المتشككين في شخصية شكسبير. فلابد أن يكون مؤلف مسرحيات شكسبير من الأغنياء أو النبلاء لأنه يعرف حياتهم بمنتهى الدقة.. كيف لإنسان بسيط أن يعرف ذلك كله؟!. ثم أن شكسبير ليس في بيته كتاب واحد.. فمن أين أتى بكل هذا العلم والفهم العميق للتاريخ وأساطير الإغريق..

ثم أن شكسبير لم يترك وراءه مخطوطا واحدا ولا أرسل خطابا لأحد. ولا دعاه أحد ليشارك في أي حدث من الأحداث المعاصرة مثل تتويج الملك جيمس. وأبو شكسبير أحسن حالا من والد الشاعر مارلو الذي كان يعمل في إصلاح الأحذية وأحسن حالا من والد بن جونسون الذي كان يحمل قوالب الطوب على كتفيه.. ولم يترك لنا ورقة ولا مذكرة ولا مشروعا أدبيا كان يتمنى أن يحققه كما كان يفعل كثير من الشعراء والفلاسفة المعاصرين..

منذ أيام نطق قاضي القضاة الأميركي بالحكم النهائي: إنني أقف إلى جانب المتشككين في شكسبير.. لأنه يستحيل أن يكون هو هذا الرجل البسيط.. بل لابد أن يكون نبيلا أو أميرا أو عالما كبيرا أو مؤرخا فذا أو فيلسوفا عظيما!!

والحكم النهائي: شكسبير ليس شكسبير!