محمد بن نايف.. دمت ودام الوطن

TT

المحاولة الانتحارية التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية مساء الخميس الماضي، حينما فجر أحد المطلوبين أمنياً نفسه عبر عبوة ناسفة، كان تستهدف النيل من شخصية لعبت دوراً محورياً في تفكيك الخلايا الإرهابية في بلادها عبر أساليب متعددة: إنسانية ونفسية وعلمية وتربوية، أسهمت في جعل الكثير من أفراد تلك الفئة الضالة يستشعرون أخطاءهم، ويرجعون إلى صوابهم، فلقد آمن هذا الأمير ـ على مدى سنوات عمله في هذا المنصب المهم ـ بمبدأ المناصحة ودعم التائبين، ومن خلال منظومة الأساليب هذه بنى جداراً من الوعي والمناعة والتصدي في مواجهة الإرهاب، وأغراضه، وصنّاعه، فأدرك هؤلاء أنهم يخوضون معركة خاسرة في مواجهة هذا الأمير الشاب وفلسفته ومنهجه ورؤاه، فكان قرار استهدافه.

والأمير محمد هو مساعد والده، الأمير نايف بن عبد العزيز ـ مهندس النصر على الإرهاب ـ وتلميذه، وخريج مدرسته، وثمار حكمته، واستهدافه ينقل العمليات الإرهابية إلى سياقات أخرى، تختلف عن سياقاتها السابقة، ويفرض مستويات أكبر من الحذر في التعامل مع هذه المتغيرات، التي تمثلت في هذه المحاولة الآثمة الخطيرة، كما تمثلت في الاختلاف النوعي للشبكات الإرهابية التي تساقطت أخيرا، ومنها الشبكة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، وضمت 44 فرداً، بينهم 30 من حملة الشهادات الجامعية والعليا في تخصصات ذات بعد تقني، ويمتلكون ترسانة من الأسلحة المتقدمة، وكان يمكن لهذه الشبكة أن تكون شديدة الخطورة، وبالغة الضرر، لولا الخطوات الاستباقية الناجحة التي قامت بها وزارة الداخلية، فهذه الشبكة تختلف بطبيعة الحال عن الكثير من الشبكات السابقة التي كان جل المشاركين فيها من أنصاف وأرباع المتعلمين.

وسلامة الأمير محمد بن نايف أمام قاتل محترف، يتعثر أثناء توجهه صوب الأمير، ويسقط، فيتفتت جسده إلى أكثر من 70 قطعة، هي بكل المعايير من كرم الله سبحانه وتعالى، وحفظه ونصره، فثمة وعد من الله بنصرة من ينصره.

دمت محمد بن نايف، ودام الوطن.

[email protected]