نصر من الله وفتح قريب

TT

لا أعلم إلى أي دين ينتمون ولا بأي عقيدة يتعبدون، ولكنهم حتما غيرنا، هؤلاء، وهم طائفة الإرهاب، الذين كانت آخر مصائبهم محاولة اغتيال محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية السعودي، في بيته وسط أهله، وفي شهر رمضان، في صورة من صور الغدر والخيانة التي باتت نهج ومبدأ هؤلاء. سموا، تخفيفا، الفئة الضالة، وأنا ما زلت مصرا على تسميتها الفئة الباغية، لأن كل نهج هذه الفئة هو القتل والغدر وإسالة الدماء، وهي فئة وجب قتالها بلا رحمة ولا هوادة. بمحاولتها الأخيرة هذه هي لم تستهدف أميرا أو مسؤولا، وبالتالي هذا ليس شأنا «خاصا» يهم الحكومة السعودية أو الأسرة المالكة السعودية، ولكنها محاولة اغتيال تمس كل فرد سعودي بلا استثناء، لأن الإرهابيين تعمدوا رفع سقف المواجهة بوقاحة فجة دون مراعاة لأي مبدأ أخلاقي أو ديني. أي دين يزايدون على تطبيقه؟ أي رؤية يحاولون تثبيتها؟ بئس ما قالوا وبئس ما صنعوا. إنهم زادوا أهل البلاد التصاقا بدولتهم، وزادوهم إصرارا على استئصال «السرطان» الذي انتشر وضم إليه بعض المشايخ ورجال أعمال وطلبة وربات بيوت جميعهم سيقوا بتخدير لعقولهم وتجفيف لقلوبهم إلى ضلالة ما بعدها ضلالة ليقتلوا إخوانهم ويثيروا الذعر في ديارهم. أي شرف يدعون؟ وأي مجد يبغون؟ بئس ما قالوا وبئس ما صنعوا. أكثر من أي وقت مضى الحرب على الإرهاب مستمرة، ولا خيار سوى القضاء عليه بلا رحمة وبلا هوادة. فلنستأصل بجرأة وقوة وحزم السموم الهدامة التي بنت هذه الفئة الباغية أفكارها عليها، سموم على شاكلة فتاوى وآراء وكتب «تحرض» على معصية الدولة ورموزها، وعلى التفريق والتكفير والتمزيق ما بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد. بئس ما قالوا وبئس ما صنعوا.

نعم هؤلاء أعداء للوطن والمواطنين وأعداء الدولة والحكومة، ولكن الأهم أنهم أعداء الدين نفسه، فلقد كفروا بكل لغات وتعاليم التسامح التي أطلقها الحق عز وجل في كتابه المحكم، وعلمنا إياها رسول الرحمة، عليه أفضل الصلاة والسلام.. فعلا «لكم دينكم ولي دين». محاولة اغتيال محمد بن نايف ترفع السقف في مواجهة هؤلاء الأوغاد إلى مستوى غير مسبوق، وهي مرحلة جديدة من المواجهة تتطلب تكاتف الكل. أتمنى من الله أن يوفقنا في عدم التعامل معهم بقفازات الحرير وأحضان العسل، فالغدر والخيانة التي تحصل منهم تستحق المعاملة بالمثل. محاولة الاغتيال الحقيرة هذه من الواضح أنها جاءت ردا على النجاح الهائل الذي أنجز من قبل قوات الأمن السعودية الأخيرة وقبضها على 44 متهما رئيسيا، الذين شكلوا شبكة هائلة لتمويل وتنفيذ عمليات إرهابية كبرى كانت مستهدفة. وجاء الإنجاز الأمني الأخير بمثابة صفعة على وجوههم، وكان وراءها ووراء نجاح الخطة محمد بن نايف شخصيا. مرة أخرى هذه المحاولة الحقيرة لم تستهدف محمد بن نايف فقط، ولكنها استهدفت كل سعودي، ولذلك، فلمعركة يجب أن تكون معركة كل سعودي حتى النصر المبين. نحمد الله على نجاة الأمير الشاب محمد بن نايف من يد الغدر والخيانة، وحفظ الله البلاد من شر الأوغاد. محمد بن نايف الذي تحول إلى أيقونة الحرب على الإرهاب بالسعودية نجاته إشارة من الله بأن المعركة يجب أن تستمر، وأن النصر قادم بحول الله. ليلة صعبة مرت على السعوديين حين انتشر الخبر عن إصابة الأمير في الحادث الأليم فتوجهوا بالدعاء ودموع الأعين تغلبهم وتحولت إلى لحظات حمد وشكر وابتسامات فرح حين اطمأنوا ورأوه سليما معافى، ولكن الفرحة الكبرى لن تتم إلا بالقضاء على الفئة الباغية إن شاء الله.

[email protected]