خاتمة عائلة

TT

بعض الأسماء لا يمكن أن تكون لفرد. آل كينيدي أطلوا على الحياة الأميركية والساحة الدولية جماعة عائلية وغابوا فردا فردا. بحوادث الطائرات، كما حدث للأخ الأكبر ثم لابن جون كينيدي. وبالاغتيال السياسي المثير والغامض، وقد سقط آخرهم، الذي كنا نسميه في الستينات أصغرهم، بالمرض العضال. ومع وفاة إدوارد كينيدي تغيب جماعة عاش اسمها معنا، في أنحاء العالم، سحابة نصف قرن. فقد كان فوز جون كينيدي، الكاثوليكي الشاب، برئاسة أميركا البروتستنتية الكهلة، حدثا مدويا. ثم بعد فترة قصيرة في البيت الأبيض تحول الحدث المدوي إلى مأساة تاريخية، عندما قضى برصاصة قيل إنها لهارفي اوزوالد الذي اغتيل بدوره تاركا الأسطورة للغموض.

وبعد اغتيال جون بحوالي نصف عقد اغتيل شقيقه روبرت في ظروف أشد غموضا، وإن يكن مطلق النار، الفلسطيني سرحان سرحان، حوكم وأدين، لكن إفاداته كانت متناقضة ونافية وقاسية ولا تزال غير حاسمة حتى الآن.

وقد مات إدوارد كينيدي دون أن يعفو عن سرحان سرحان. وهذا أمر آخر بلا تفسير. ولست أدري إن كانت وفاة السناتور سوف تؤدي إلى الإفراج عن سرحان أم سوف تشدد على استكمال المؤبد. وحاول أشقاء سرحان في الماضي القيام بحملة للعفو عنه بداعي أنه قتل كينيدي بسبب حماسه الوطني. لكن الحملة توقفت منذ زمن. وتوفيت أمه، ماري سرحان، التي كانت تحركها، كما توفي اثنان من أشقائه. وقيل في مقتل روبرت كينيدي نظريات كثيرة، بينها واحدة تدعي أن الذي نظم المؤامرة هو الثري اليوناني أرسطو أوناسيس، الذي تزوج من جاكلين، أرملة جون كينيدي.

مرَّ رجال آل كينيدي في السياسة الأميركية كالعاصفة، وظلوا في واجهتها حتى غياب «الأسد الصغير». وكانت حياة الأشقاء الثلاثة حافلة بحكايات النساء والنجوم. الأخ الأكبر شاعت قصته مع مارلين مونرو، وروبرت قيل إنه أصبح على علاقة مع جاكلين بعد وفاة شقيقه، وخرج إدوارد من أحلام الرئاسة العام 1968 عندما غرقت سكرتيرة كانت إلى جانبه في نهر تشاباكيدك.

ويمكن أن تقرأ قصة آل كينيدي على أنها مرحلة مهمة من تاريخ أميركا الليبرالية، كما يمكن أن تقرأ كمأساة إغريقية بلا نهايات، أبا وأبناء وأحفادا. وكان «الأسد الصغير» قد طلق زوجته الأولى بسبب إدمانها، وأمضى سنواته الأخيرة مع زوجة لبنانية الأصل.