ولكن.. هل يريد الفلسطينيون حلا؟

TT

سؤال يسأله العقلاء من الفلسطينيين ومن العرب والمسلمين.. بل وكل المهتمين بقضية فلسطين في العالم وهو:

هل يريد الفلسطينيون حلا؟؟..

وهل ما يفعلونه اليوم يقود إلى حل لعودة هذا الوطن؟؟..

وهل لديهم رغبة فعلية في انتصار الحل السليم على المآرب والرغبات الشخصية؟؟ حتى أصبح الناس يرون أن القضية أصبحت تحارب من قبل أهلها، وأن هناك رجال يعينون إسرائيل بوعي أو بدون وعي.. بقصد أو بدون قصد على تمييع القضية وضياعها، وكلما حزمت الأمور واقتربت من الحل كلما صنعوا ألوانا من الاعتراضات قادت إلى تعقيدات صدت أبواب الحلول وجعلت القضية تراوح في مكانها، وإسرائيل تتوسع وتستوطن وتمزق وتنتصر ونحن والفلسطينيون نتفرج ونرى آلافا من أولادنا حفاة.. عراة.. مرضى.. فقراء.. ملقين في العراء بدون ذنب ولا جريرة لا بيد أعدائهم وإنما بيد أهلهم وعناد مجموعة من رجال السياسة الذين لا يقدرون أبعاد الكارثة التي يقودون الأمة الفلسطينية إليها، ولا يؤمنون بأن القضية تبدأ بالخطوة الأولى، وهي إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذه الخطوة لا تتم ولا يمكن أن تتم، ولن تتحقق إلا بجمع الكلمة ووحدة الصف، وتناسي الأحقاد والأغراض الشخصية والرغبة في الظهور على حساب القضية حتى جعلتم الناس في أنحاء العالم يسألون:

هل يريد الفلسطينيون حلا؟؟

وكم تمنى كل مخلص أن لو استمعتم إلى النداءات التي وجهها إليكم العديد من العقلاء وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي عبر فيها عن ألمه لما آلت إليه أوضاعكم وأوضاع القضية بيدكم لا بيد عمرو وقال فيها: «إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين، إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع، وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر، وأصارحكم أيها الإخوة أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم من أذى في شهور قليلة، والحق أقول لكم أيها الإخوة أنه لو أجمع العالم كلّه على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو حُشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه شيعاً وطوائف، كل حزب بما لديهم فرحون». «استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب».

فليتكم ترون الدموع في عيون بعض المخلصين وهم يرون الفلسطيني يقتل بيد فلسطينية، والفلسطيني يسجن بقيود فلسطينية، والفلسطيني يودع في سجون فلسطينية، والفلسطيني يجوع بقرار ظالم من أخيه الفلسطيني.

فليت شعري هل تتعظون وتعودون إلى جادة الصواب، وتنصتون إلى أصوات هؤلاء العقلاء الذين يؤكدون أن القضية أمام فرصة تاريخية لا يمكن أن تعوض بوجود هذه الإدارة الأميركية الواعية على سدة الحكم وأنها مهما وضعت من حلول ومهما مارست من ضغوط على إسرائيل ومهما حشدت لها من حلول ـ كما قال الملك عبد الله ـ فلا يمكن أن تثمر جهودها ولا يمكن أن تقوم الدولة الفلسطينية والبيت الفلسطيني منقسم.

وختاما فقد آن الأوان لوقف هذه الفتنة التي مزقت الشعب الفلسطيني فزادت من آلامه، وأعطت العدو فرصة لمزيد من الاعتداءات وشمتت فيكم وفينا الأعداء، فاتقوا الله وحكموا العقل والحكمة، ونسأل الله التوفيق من عنده، وأن يعينكم على أنفسكم، وأن يسلم هذا الشعب العزيز، وينهي محنته ومعاناته التي أصبحت على يد أبنائه بدلا مما كانت على يد أعدائه.

والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل

* وزير الإعلام

السعودي الأسبق