ليسوا خريجي هارفارد!

TT

المعلومات المتوافرة عن تنظيم القاعدة تقول إن ليلنا طويل مع محاربة الإرهاب، كما أنها تفرض ضرورة التحرك العملي والسريع لاجتثاث التطرف من جذوره. فرغم إقرار السفير الباكستاني في الرياض بصعوبة تحديد رقم معين لأعداد المقاتلين العرب الذين يحاربون الجيش الباكستاني إلى جانب طالبان، إلا أنه يقدر أعدادهم بوادي سوات بنحو 10 آلاف مقاتل، وقرابة 4 إلى 5 آلاف في وزيرستان.

هذا عدا عن ما هو موجود في العراق مثلا، أو اليمن الذي تشير بعض المصادر مؤخرا إلى وجود قرابة 3 آلاف منتم لـ«القاعدة» هناك، حيث بات واضحا أن التنظيم بدأ يعيد تجميع نفسه هناك، فـ«القاعدة» تعتبر اليمن موقعا جوهريا لها من حيث التدريب، والاستقطاب، والأهم من كل ذلك قربها من السعودية، التي باتت هدفا واضحا للقاعدة. وهذا ما يؤكده تصريح الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية السعودي قبل يومين، حين قال «نحن في هذه البلاد مستهدفون، كما أننا مقبلون على ما هو أكبر، ليس من ناحية الكم ولكن من خبث النوع».

كما أن القاعدة تحرص على الوجود في اليمن لسهولة الحصول على الدعم الخارجي، وهنا نحتاج إلى قراءة متأنية لما يقوم به الحوثيون في اليمن، فممول الحوثيين و«القاعدة» واحد، وهذا يدفعنا إلى ملاحظة كيف طورت «القاعدة» استخدامها للتكنولوجيا من أجل إحداث مزيد من الدمار عن بعد، مثلا.

ولذا فإن السؤال اليوم هو كيف سيتم التعامل مع هذه الأعداد الإرهابية المنتشرة في باكستان، واليمن، والعراق؟ وكيف سيتم التعامل مع العائدين منهم، وهم خطر حقيقي فهؤلاء ليسوا خريجي هارفارد، بل هم خطر حقيقي، حيث يعودون لنا بخبرة تجلب مزيدا من الخراب والدمار، وهذا ما يبرر قول الأمير نايف بن عبد العزيز بأننا مقبلون على ما هو أكبر من خبث العمل.

وقبل هذا وذاك، كيف سنضمن عدم تجنيد إرهابيين آخرين، فانتحاري جدة، مثلا، الذي قام بمحاولة الاغتيال الفاشلة للأمير محمد بن نايف في العشرينات من عمره، مما يعني أنه كان في سن السادسة عشرة تقريبا أيام أحداث سبتمبر الإرهابية، واليوم هو ممن تدربوا باليمن على «سام 7»، و«قذائف الهاون»، والـ«آر بي جي»، إضافة إلى تدربه على استخدام المواد المتفجرة، والسموم.

لذا فنحن أمام امتحانين صعبين أولهما التعامل مع ما هو موجود من إرهابيين، والأمر الآخر هو ضمان عدم تجنيد شباب جدد في العمل الإرهابي، وكلا الأمرين يتطلبان جهدا كبيرا، وقرارات قاسية، ودرجة عالية من الوعي على مستوى الرأي العام.

وعليه فنحن بحاجة إلى جهد كبير على مستوى علماء الأمة من أجل فتوى جماعية واضحة وصريحة تحرم العمل الانتحاري بكافة أشكاله، وأسبابه، كما أننا بحاجة ماسة اليوم لقطع الماء والكهرباء على التبريريين والمحرضين، أيا كانوا.

لابد أن ندرك أننا اليوم أمام قرابة ما لا يقل عن 10 آلاف إرهابي، على الأقل، يتحركون حولنا، وهدفهم الخراب والدمار، ناهيك عن من قد يتم استقطابهم من الشباب.

[email protected]