الوجع في كل شيء وكل مكان!

TT

هل أقول: آه.. قلتها كثيرا.. آه هنا.. وآه هنا.. ليلا ونهارا..

وفجأة سألت نفسي ولماذا أقول: آه.. ليس لها أي معنى.. ثم إنها لا تخفف الألم. وإذا قلتها وسمعني أي إنسان فماذا عساه أن يفعل: ولا حاجة. فالألم شخصي. أنا الموجوع وأنا المكلوم.. وحتى لو قلتها للطبيب فقد اعتاد على ذلك. إن قلتها هامسا أو صارخا.. ثم إنه قد أعطاني دواء والشفاء على الله..

وقررت ألا أقولها أبدا. لأنها لا تفيد. ولا معنى للإعلان عن ألمي. فلا أنا المتألم الوحيد في هذه الدنيا. وعند الناس كما عندي آلام وأوجاع.. ولابد أنهم يقولون: آه.. أو لا يقولون لنفس السبب.

فهذه الآهة عادة. كما أننا إذا رأينا منظرا جميلا وطعاما لذيذا قلنا: الله.. وكما أن كلمة: آه وكلمة: الله رد فعل شخصي.. حالة شخصية. والذي نشكو منه قد لا يشكو منه من عنده أوجاع أكبر.. فالأوجاع الأكبر تغطي على الأوجاع الأصغر.. ولم أعد أقول: آه..

ولاحظت أنني عندما أكون وحدي أسرف في التأوه. ولكن لماذا؟

لا يوجد سبب. وإنما هي العادة فقط.. إذا كان التأوه، فإن عدم التأوه من الممكن أن يكون عادة..

وكما أن التأوه لا يقدم ولا يؤخر. فكذلك ابتلاع التأوه والتجلد.

وفى يوم طلب منى الطبيب أن أرتمي على السرير وأن أقول آه إذا أوجعني المكان الذي يضغط عليه. فقلت: آه دون أن يلمسني. فضحك وقلت له: هذا ما سوف أقوله إذا لمستني. فأنا موجوع عموما يا دكتور.

ـ يعنى إيه؟

ـ يعنى عقلي وقلبي.. موجوع في دنياي في عالمي.. في مستقبلي.. كل شيء بيوجعني يا دكتور.. عندك دواء؟ ليس عندك دواء.. علاج كل ذلك: الموت..

ـ أعوذ بالله!

ـ ولكنه حق يا دكتور!