الله يا أستاذ.. وبس!

TT

كان الموسيقار محمد عبد الوهاب يعتز بأنه من أحفاد الشيخ الشعراني الصوفي الشهير. وأن عبد الوهاب قد اتخذ اسمه أيضا. فهو أبو المواهب الإمام عبد الوهاب على الشعراني.

وهو من أصل مغربي وقد هاجرت أسرته إلى مصر واستقرت في محافظة المنوفية ثم القاهرة. والشيخ الشعراني يتيم الأبوين، فقير. أقام حياته كلها في المساجد يتردد على مشاهير المنوفية. وقد أقام في مسجد واحد سبعة عشر عاما..

وهناك وجه للشبه بين الموسيقار والإمام الصوفي. فعبد الوهاب قفز بالموسيقى والغناء إلى العصر الحديث. فأنقذ الأغنية. وقفز بالآلات الموسيقية وجعلها تتقدم لتقف إلى جوار المطرب وأحيانا تتقدم عليه. واستخدم الآلات الحديثة والأوزان المودرن.

وقد فكر عبد الوهاب في تلحين بعض آيات القرآن. أسمعنا تلحينه لآيات من سورة الرحمن. وسألنا هل يمكن مصاحبة اللحن بموسيقى هادئة.. وأسمعنا، ولكنه ونحن أيضا ترددنا في ذلك.

فسوف يُساء فهمه ويُقال له: إنها الكنائس التي تفعل ذلك. وكان عبد الوهاب يقول: إن جدي الشيخ الشعراني كان جميل الصوت..

وقد حاول عبد الوهاب وأراد أن يلتفت أحد إلى ذلك في تقليد الأذان في إحدى أغانيه. والتفت إليها الناس. ولكنهم لم يذهبوا إلى أبعد من أنه حاول أن يؤذّن. ولكن أحدا لا يقدر على أن يقول إن عبد الوهاب يحاول أن يلحن القرآن..

وفى إحدى ليالي رمضان جمعنا عبد الوهاب نحن بعض أصدقائه وقال: سوف أسمعكم شيئا وأرجو ألا تعلقوا عليه وأن تعِدوني جميعا بذلك..

وأسمعنا تلحينا لنصف سورة الرحمن مع موسيقى هادئة في الخلفية.. الله يا أستاذ.. وبس!