ذهبت ضحيته أدراج الرياح

TT

يواجه رجل مسلم في ولايـة شيكاغو الأميركية تـهماً قضائـية لأنـه ذبـح خروفاً استـعداداً لشهر رمضان.

ونـقلت صحيفة «شيكاغو صن» الأميركية عن عبد السلام علاوي قوله إنـه اشترى أربعة خراف من مزرعة في مدينة ويسكونسن في الأسبوع الماضي، وكان أحدها مريـضاً ما اضطره إلى ذبحه لأن الدين الإسلامي يحرّم تـناول لحوم الحيوانات بعد نفوقها.

وأضاف علاوي (اضطررت لذبح الخروف قبل نـفوقه).

وقد أوقف علاوي بعد أن اشتكى عليه أحد جيرانه إلى الشرطة، وهو يواجه اليـوم 4 تهم بتربية حيوانات للذبح.

بدون شك أن كلمة (الذبح) بـحد ذاتها تثير الرعب، وهناك من الناس من لا يطيق منظر الدم بل أن بعضهم قد يغمى عليه من رؤيته، وإنني أنتمي إلى هذه الفئة (الرعديدة)، فلا أتصور أن أقف متفرجاً ومشاهداً لخروف أو حتى دجاجة وهي تذبح، ناهيك أن أحمل أنا السكين وأقوم بالذبح بـيدي، وليس معنى ذلك أنني استنكر الذبح، لا أبداً فهذه سنة تشريعية لا اعتراض عليها، ولكن لكل إنسان قدراته وإمكانياته النفسية والعصبية، وفي المقابل هناك مثلاً من لا يرف له رمش لو ذبح ثـوراً أو جملاً أو حتى فيلاً.

وفي البلاد غير الإسلامية لا يفهمون هذه الطريقة ويستنكرونها، رغم أن الأسباب تـعددت والموت واحد، ويـشاركنا اليـهود كذلك في عملية الذبح، وثبت صحياً مثلما أكد لي أحدهم ذلك، أن الدم المراق من الذبيحة يـساهم مساهمة فاعلة في تـطهير اللحم وعدم فساده.

بل أن أهل اليابان بزّونا في حكاية الذبح تلك، فقبل مدة شاهدت بـرنامجاً وثائقياً عن صيد السمك وطهيه وأكله فـي تلك البلاد، وتفاجأت بطباخ شهير يتكلم فـي ذلك البرنامج ومن ضمن كلامه قال: إنني أفضل أن يأتوا لي بسمكة حيّة، ثم أذبحها وأقطع رأسها قبل أن أطبخها، وفعلاً صوروه وهو يذبح أربع سمكات، وكيف أنه يكون طعم لحمها بعد أن يطبخ أفضل كثيراً من السمكات التي تـترك وتـموت مثلما يـفعل الكثير من الناس، وبدأت هذه الطريقة في ذبح السمك تنتشر في اليابان وغيرها من البلاد.

وفي الثمانينات الميلادية، كان هناك طالب خليجي يدرس في أميركا، وبما أنه كان ملتزماً ومتديناً، فقد قرر عندما حل عليه عيد الأضحى في تلك البلاد، قرر حسب السنة المتبعة أن يـضحي بخروف في يـوم العيد.

وسأل أحد الجزارين، فوصف له مزرعة يملكها رجل يربي فيها المواشي، ويقول لي: ذهبت إلى تلك المزرعة، وخرج لـي صاحبها وهو رجل طويل عريـض كأنـه من (الكاوبويز)، واتفقت معه على ثمن الخروف وسألته إذا كان من الممكن أن يذبحه لي فوافقني، عندها ذهبت إلى سيارتي من أجل أن آتي بالنقود وأعود إليه لكي (اسمّي) على ذبيحتي وهو يذبحها، وما أن أقبلت عليه راجعاً حتى شاهدته من بعيد وقد وضع الخروف أمام حائط، ثم أطلق عليه من بـندقيته (الشوزن) ثلاث طلقات متتاليات جعلت الخروف يـتمزق أشلاء، ولم تـنفع ولم يـسمع صيحاتي له بالتوقف، وعندما وصلت إليه ولمته على ما فعل، قال لي: أنت طلبت مني أن أقتله وها أنا ذا قتلته لك، فخذه فـي سيارتك، طبعاً رفضت ذلك وهو على هذه الحال، بل ورفضت أخذه نهائياً، عندها طلب مني أن أدفع ثمن الخروف، وفوقها أن أدفع أجرة قتله، وفوق ذلك كله أن أدفع أجرة حمل أشلائه ووضعها فـي أكياس من البلاستيك لرميها فـي حاوية الزبالة.

ودفع الطالب المسكين كل ذلك صاغراً لينفذ بجلده، وذهبت ضحيته أدراج الرياح.