آثار القدم الهمجية!

TT

مشروع تهويد مدينة القدس بصورة كاملة مستمر بوتيرة ثابتة وجهود مضنية. فبعد مرور 40 عاما على حريق المسجد الأقصى تلك الجريمة البشعة التي دبرت من قبل إرهابيين إسرائيليين، لا تزال الجرائم تستمر بحق أبناء هذه المدينة.

إسرائيل مضطربة جدا ومنزعجة من الانتشار الديموغرافي وازدياد سكان عرب فلسطين في القدس الشرقية، فاليوم نسبة المواليد للمرأة العربية هناك مقابل المرأة الإسرائيلية هي 5 إلى 2، وهذا بحد ذاته كابوس مقلق لإسرائيل. ولأجل ذلك تقوم إسرائيل بخطة توطين محكّمة تركز على القدس تحديدا. فهي تعتزم إنشاء 34 ألف وحدة سكنية فيها، الغرض منها رفع عدد سكان اليهود بما يساوي 120 ألف نسمة. وهذا يأتي بعد إنشاء إسرائيل للجدار العنصري العازل والذي عمليا عزل 50 ألف من سكان القدس العرب عن مدينتهم. وكذلك أصدرت بلدية القدس الإسرائيلية خطابات لـ80 ألفا من السكان العرب لإخلاء منازلهم فورا سلم منها 72 ألفا حتى الآن.

إسرائيل مستمرة في برنامج سلب الهوية ومحوها تماما بحق الفلسطينيين العرب. فها هي الآن تمنع رفع العلم الفلسطيني وتمنع تدريس المناهج الفلسطينية في المدارس الفلسطينية بالقدس. ولم تقف عند ذلك فحسب، بل إنها «رسميا» تطلق الحملات التي تعتبر الدبكة والعباءة والحمص والشاورما والفلافل جميعها من التراث الإسرائيلي!!

وإذا سرقوا الأرض ألن يسرقوا غيره؟!

بليون ومائتا مليون دولار أميركي تصرفها إسرائيل سنويا على خطة تهويد القدس العربية، وهي تواصل ذلك بمحو الأراضي الزراعية التي كانت بساتين للتين والزيتون والبرتقال والليمون والديار القديمة التاريخية، مع الترحيب القوي والشديد بالراغبين في ترك المدينة والهجرة للخارج، فتسهل لهم المهمة بشكل مدهش وغريب.

هناك مشروع خطير موجود في بلدية القدس، وهو يشتمل على رسومات كاملة ونهائية لأكبر كنيس يهودي في العالم على أرض ملاصقة للمسجد الأقصى (والذي يدخل في مخطط إزالة كاملة من قبل البلدية). زهرة المدائن القدس تواجه أكبر مخطط لإزالة واقتلاع العرب منها بصورة نهائية وخصوصا في وجود إرهابيين رسميين ومتطرفين أصوليين ضمن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الحالية. الجمعيات المقدسية في الأردن والقدس هي التي تجاهد وحدها في وجه المخطط الإسرائيلي القبيح هذا، ولكنها بطبيعة الحال المعركة غير متكافئة البتة، ويزيد الوضع سوءا وهوانا الخلاف الفلسطيني البيني والذي لم يلتفت أو يقدم مبادرة جادة في حق القدس يجعل العرب والمسلمين يلتفون حولهم وحول هدف سام يتفق عليه الجميع. تهويد القدس مشروع خطير ازدادت وتيرته بشكل خطير، والأرقام مفزعة والمخططات القادمة مرعبة، والصمت الدولي دخل مرحلة الغيبوبة. الكل يعرف مكانة القدس في القلوب بقي «عمل» شيء لأجل ذلك حتى لا تضاف صفحة سوداء جديدة في سجل طويل لا يشرف.

[email protected]