الذين على أبواب الكنوز..

TT

كثير من الوظائف تبدو متواضعة. ولكنها تبدو. ولكن صاحب الموهبة يكتشف أنها كنز من المعرفة. تجارب. وشخصيات وقضايا. وهو بالضبط ما يريد..

فالأديب الفرنسي ديماس الابن كان يعمل كاتبا عند أحد المحامين. ولأن خطه جميل كان المحامي يطلب إليه أن ينسخ مرافعاته أمام المحكمة.. وكان الكثير من الناس يطلبون إليه أن يكتب خطاباتهم. وأن يسجل أعمالهم الأدبية والفنية. ولم يكن يتصور أحد أن هذا الفتي الصغير قد استطاع أن يستغل هذا الكنز من المعرفة..

وكذلك كان نجيب محفوظ، كان موظفا في وزارة الأوقاف. ولما حاول أصدقاؤه أن ينقلوه إلى مكان آخر يليق به في وزارة الثقافة رفض. وقال: بل أنا عند كنز من المعلومات والكوارث الإنسانية وهى المادة الأولي للأدب..

وكذلك الأديب الإسباني ثرفانتس كان يعمل في خدمة الخيول. ثم في خدمة أحد الجنرالات وحارب ودخل السجن وأصيب.. وعندما أطلقوا سراحه تردد وقال: بل هنا كنز أنا وحدي الذي يستطيع أن يفتح أبوابه..

وشكسبير كان يمسك خيول رواد المسارح.. ولم يتصور أحد أن هذا الفتي سوف يكون أعظم الشعراء..

والإمام أنس بن مالك حملته أمه وهو في العاشرة من عمره إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ليكون خادمه. وظل كذلك حتى توفي الرسول. ثم انتقل إلى العراق وقرر الحجاج بن يوسف الثقفي الحكم عليه بالإعدام. ثم عدل عن ذلك، وعاش أنس حوالي مائة وسبع سنوات. ونحن لا نزال نقول عن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله.. إلخ.

ولم يتصور أحد أن هذا الخادم سوف يكون من أعظم المحدثين!