«باب الحارة».. مسلسل بسبع أرواح!

TT

أعتقد أن مخرج «باب الحارة» بسام الملا رجل ذكي، يجيد اللعب ـ فنياًـ بالبيضة والحجر، فهو يتخلص في نهاية كل حلقة من كبار نجوم مسلسله بالموت، كما حدث مع الممثل عباس النوري «أبو عصام»، أو بالاختفاء مثل ما فعل مع كل من الممثل سامر المصري «أبو شهاب»، والممثل منذر أبو حجر «أبو غالب»، فبسام الملا مخرج يقتل القتيل ويمشي في جنازته، فرغم غياب «أبو عصام»، و«أبو شهاب»، و«أبو غالب» وهم كبار نجوم مسلسله، إلا أنه لم يزل يستثمر سيرهم بحرفية في الجزء الرابع، واستطاع رغم كثرة «المفقودين» أن يقدم جزءاً رابعاً ناجحاً بمختلف المعايير، فلقد اعتاد الملا أن ينهي حلقات مسلسله في كل عام بمعركة حربية، وبالتالي يصبح من السهل أن يقنع المشاهد بموت البطل الذي يخرج عن طوعه، أو يتوهم أنه محور العمل، وعموده الأساسي.

ويروي سامر المصري «أبو شهاب» لصحيفة «عكاظ» موقفاً طريفاً مع المخرج، بسام الملا، حينما طلب منه أن يبكي في المشهد الأول من الجزء الثالث على «أبو عصام» عباس نوري، الذي استبعده المخرج من ذلك الجزء بحجة أنه قتل، فقال «أبو شهاب» للملا: «لا أستطيع البكاء على شخصية أعرف أنك أنت قتلتها وليس السياق الدرامي!».

خصوم المخرج الملا يتهمونه بأنه يغار من نجاح النجوم، ويريد أن يصبح نجماً، والحقيقة أنه أصبح نجماً بلا جدال، مهما شكك خصومه في ذلك، وزعموا أن أدواته الإخراجية ضعيفة، وأن «ترتيبه بين المخرجين السوريين متدن جداً، ولا يقارن بنجدت أنزور، وحاتم علي، وهيثم حقي، ومخرجين شباب مثل مثنى الصبح».

شخصيا كنت أعتقد أن غياب شخصية «أبو عصام» عن الجزء الثالث من «باب الحارة» سيؤدي إلى انهيار المسلسل، ولم يحدث ذلك، وحينما استبعد الملا شخصية «أبو شهاب» سامر المصري عن الجزء الرابع، وهي شخصية محورية في المسلسل تعلق بها المشاهد خلال الأجزاء الثلاثة الأولى، ظننت أنها ستكون القاضية بالنسبة للعمل، ومع هذا ظل مسلسل «باب الحارة» متماسكاً، وشيقاً، ومثيرا أشبه بقط له بسبع أرواح.وهذا النجاح يجعل الحديث عن ترتيب بسام الملا بين المخرجين السوريين، وعن انهيار «باب الحارة» كلاماً يدخل في حسابات الغيرة، وتصفية الحسابات، فالملا ـ كما أسلفت ـ مخرج ذكي، لا أحد يمكنه أن يتنبأ بما يفعل فنياً.

[email protected]