التغير المناخي والحملات الإعلامية

TT

لا تزال قضايا التغير المناخي من أهم القضايا والتحديات العلمية العالمية الكبرى التي تشكل حاليا ومستقبلا تهديدات ومخاطر كارثية بيئية وإنسانية حقيقية عديدة ومتزايدة، تتطلب سرعة التدخل من الحكومات والأفراد لمعالجتها، وخصوصا «الإرادة السياسية» لدى الحكومات وبخاصة من قبل الدول الكبرى.

وهناك حاليا حملات عالمية متعددة واسعة النطاق ـ وبخاصة في أوروبا ـ لزيادة وتنمية الوعي بظاهرة التغيرات المناخية وأساليب مواجهتها والتكيف معها والتخفيف من آثارها، وقد حققت هذه الحملات نتائج ونجاحات ملموسة.

وتعد «الحملات الإعلامية» الموضوعة وفق خطة منظمة ذات أهداف معينة، من أبرز وأهم الوسائل الفعالة للتعريف بظاهرة التغير المناخي ومواجهتها، حيث يمكن استخدام الإعلام كشريك أساسي وفعال مع الحملات العالمية للضغط باتجاه تغيير السياسات البيئية للحكومات والدول، كما يمكن استغلال وسائل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة وبخاصة شبكة الإنترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل موقع «فيسبوك» و«تويتر»، كمنطلقات قوية في القيام بحملات منظمة في زيادة الوعي الجماهيري العام بقضايا البيئة وظاهرة التغيرات المناخية ومتابعة الاهتمامات العالمية بها، وحث ودفع الحكومات والأفراد للاهتمام القوي والفعال لمواجهة آثارها المتعددة والخطيرة، وذلك من خلال المشاركة بالأفكار الإيجابية والرسائل الإلكترونية من الكتاب والناشطين البيئيين للضغط على الشركات المتسببة في تلوث البيئة والاحتباس الحراري، والتي قد تعوق الاتفاقات الدولية وسبل التوصل لحل لمشكلة التغير المناخي.

وفي أوائل شهر سبتمبر (أيلول) الجاري أطلقت صحيفة «الغارديان» البريطانية حملة إعلامية مميزة لتنمية وعي الجمهور بهذه الظاهرة ومخاطرها وحشد كافة أفراد وفئات ومنظمات وهيئات المجتمع لاقتراح الأساليب الفعالة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وجاءت عنوان «The 10:10 campaign» وتعني خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2010، وللتفاصيل حول هذه الحملة البيئية يمكن الدخول على شبكة الإنترنت على موقعي: (www.1010uk.org)، (www.guardian.co.uk/environment/10 ـ 10).

ورغم خطورة ظاهرة «التغيرات المناخية» واهتمام وتفاعل دول العالم أجمع بها، فإن الحملات الإعلامية المنظمة في عالمنا العربي لا تزال قليلة ولا تتناسب مع الاهتمامات العالمية، فمتابعة وسائل الإعلام العربية وتغطيتها الكافية المكثفة لما يجرى في الساحة العالمية فيما يخص ظاهرة ومفاوضات التغير المناخي، سوف يزيد من الاهتمام الجماهيري العام بهذه الظاهرة ويدفع الأفراد والحكومات العربية للمشاركة والمساهمة بفاعلية في تغيير السياسات البيئية تجاه هذه الظاهرة وغيرها من قضايا وشؤون البيئة.

خلاصة القول أن هناك ضرورة الآن أن يشارك عالمنا العربي بكافة فئاته وهيئاته، ومن خلال حملات إعلامية منظمة ومكثفة، في الحملات والمفاوضات والاتفاقات البيئية العالمية للمطالبة بالتحرك السريع والفعال للحد من ظاهرة التغير المناخي ومخاطرها التي لم تعد تقبل التهويل أو التشكيك، حفاظا على صحة كوكب الأرض وسكانه وبناء مستقبل آمن للبشرية، وقبل فوات الأوان.

*كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية