إيران.. هل عاد شبح الضربة العسكرية؟

TT

جاء الرد الإيراني على المجتمع الدولي حول مفاوضات الملف النووي بلا اجابة، فبدلا من أن تقدم طهران اجابات حول ملفها النووي، قدمت حزمة مقترحات وأفكار، لحل قضايا ومشاكل عالمية، وكذلك حل مشاكل المنطقة الحالية، خصوصا أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال قبل أيام إن «الملف النووي أُغلق وإنه لا نقاشات حوله».

فإيران أبدت استعدادها للمشاركة في حل قضايا الإرهاب، والقضية الفلسطينية، والعراق، وكذلك أفغانستان، أي أن طهران تقدم نفسها كزعيمة للمنطقة بأسرها، والدليل أنها تريد حل كل مشاكلنا. وربما هذا ما يفسر لنا أمورا مهمة، فعندما تبدي إيران استعدادها لحل القضايا العالقة، فهذا يعني أن لها يدا في ما يدور في المنطقة. وعندما تتحدث إيران عن استعدادها لحل قضايا الإرهاب، فهذا يفسر لنا لماذا يذهب بعض المنتمين للقاعدة إلى إيران، مثل السعودي العتيبي الذي سلم نفسه لسلطات بلاده. كما أن استعدادها للمساعدة في أفغانستان يفسره الكشف عن مخزن لأسلحة إيرانية، من صواريخ وصواعق وخلافها، تابع لمقاتلي طالبان، والأمر نفسه في العراق من حيث الموالين لإيران، أو حماس فلسطينيا، وحزب الله لبنانيا.

وكل ما سبق يعني أن طهران غير جادة في الإجابة على القضية الأساسية، وهي ملفها النووي الذي يشكل خطرا كبيرا على دول المنطقة، أولا من ناحية نوايا ملالي إيران، وثانيا لأنه يفتح باب التسلح النووي في منطقة تعج بالصراعات، والقتال.

ومن هنا يبدو أننا عدنا إلى المربع الأول، كما يقال، فإذا كان هناك من هو مستعد في المجتمع الدولي لتقبل إيران نووية على غرار الهند وباكستان، مثلا، فإن إسرائيل لن تقبل بهذا الأمر، وهذ ما يفسر الحيرة التي أصابت الجميع للاجابة على سؤال: أين اختفى نتنياهو لمدة تسع ساعات؟ هل كان في موسكو أو في غيرها؟

فإسرائيل في سباق مع الزمن استعدادا للتعامل مع إيران، والحيلولة دون وصولها إلى السلاح النووي، وقد تقوم إسرائيل بضربة خاطفة، وقاصمة للظهر، لتحول دون وصول طهران للسلاح النووي.

ومن هنا فقد عادت فرضيات الحرب إلى المنطقة، وعلينا الآن مراقبة السلوك الإسرائيلي، وسلوك حلفاء إيران في المنطقة، من حماس وحزب الله، وغيرهما، ولابد أن نتذكر أن للصراع الإيراني الداخلي دورا سلبيا حيث ستحاول طهران الهروب إلى الامام، من أجل توحيد الداخل، فالصراع الداخلي يهدد النظام الإيراني وشرعيته، فقد بدأ الغرب يتحدث عن إيران ضعيفة، أو مشلولة القدرات الداخلية، وبالتالي فإن نظام نجاد يريد ما يبرر له الاستمرار في قمع المعارضة في الداخل، على اعتبار أن البلاد تمر بحالة حرجة، وأي معارضة داخلية ستعد خيانة ومساعدة للأعداء، وهذه هي عقلية الدول الديكتاتورية.

وبالنسبة لإسرائيل فلا بد أنها ستستغل فشل سياسة اليد الممدودة للحوار مع إيران التي انتهجها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهذا ما يفسر كثرة المناورات العسكرية التي قامت، وتقوم بها إسرائيل، وتحركاتها الدبلوماسية السرية والعلنية.

المحصلة هي أن شبح الحرب قد عاد إلى المنطقة برمتها.

[email protected]