سبحان الله وشكرا!

TT

- تعال اتفرج على ظاهرة فلكية نادرة..

- طبعا أنت تمزح.. أمامي الهيئة الفلكية لشهري سبتمبر وأكتوبر.. إلا إذا كنت تتحدث عن شائعة الأسبوع الماضي الخاصة باقتراب كوكب المريخ من الأرض لدرجة أن يبدو في حجم القمر..

وكما نعلم هذا تخريف!

فالقمر يبعد عن الأرض ربع مليون كيلومتر والمريخ خمسين مليونا..

والله حاجة جديدة أنت تعرف أنني جاد..

وتقسم بالله!

إنه جاد. ولابد أن هناك شيئا لا أعرفه، ولكن كل الأخبار الفلكية قد قرأتها على مواقع هيئة الفضاء الأميركية وهابل وهيئة الإذاعة البريطانية وهيئة الفضاء الأوروبية.. يجوز حاجة صغيرة لم ألاحظها.. يجوز..

وذهبت إليه. وسألت قالوا لي: فوق السطوح. وهذا طبيعي ما دام عنده غرفة صغيرة وفيها تلسكوب كبير. فهو أيضا مجنون لا ينظر تحت قدميه، ولكنه يتجه ليلا ونهارا إلى مسافة صغيرة من الفضاء وسعيد بذلك..

وفوق السطوح وجدته سعيدا.. وقال: طبعا أنت تصورت أنني اكتشفت كوكبا جديدا!! هاها..

ودخلنا المرصد المتواضع. وأغلقنا الباب والنوافذ وأنا لا أصدق أن يكون عنده أي أخبار فلكية. وأطلعني على صورة بديعة التقطها في الشهر الماضي لأحد الثقوب السوداء.. وليس اكتشافا. ولكن الصورة جميلة!

وخرجنا من الغرفة ـ أو المرصد الصغير ـ وأنا متلهف على الخبر الفلكي..

واتجهنا إلى الناحية الأخرى من السطوح. حيث توجد غرفة صغيرة أخرى وقال: لحظات وسترى العجب العجاب. إنني انتظر منذ أمس.. لم أنم وفجأة رفرفت حمامة زاجل. ودارت حولنا. ثم ألقت نفسها على الأرض. إنها مرهقة تماما ومبللة بالعرق. وظهرت السعادة على وجه الصديق.. وأقبل على الحمامة برفق وحملها بين يديه وامتدت يده إلى أنبوبة صغيرة. إنها تحمل رسالة. قال: هذه رسالة قد تأخرت بضع ساعات. إنها من جنوب فرنسا. وأدخل الحمامة في الغرفة وفتح جهاز التكييف. وفعلا إنها رسالة من صديق. أخبار سارة. زوجته أنجبت ولدا.. وأمه في صحة جيدة.. وبعد أسبوعين سوف تكون في القاهرة ومعها خرائط بارزة للهيئة الفلكية في شهر يوليو الماضي..