هل تدخل إيران الجامعة العربية؟

TT

في مقابلة مع محطة «برس تي في» الإيرانية، قال وليد جنبلاط إنه «بإمكان لبنان اللجوء إلى إيران للحصول على الأسلحة التي يحتاجها لحماية نفسه من أعدائه»، ومضيفا أن إسرائيل لا تخفي تهديدها للبنان، وهذا ليس كل شيء، بل إن جنبلاط يقول إن «الوحدة بين العرب والإيرانيين من شأنها أن تساعد في تفادي عدوان إسرائيلي محتمل على الطرفين»، مستشهدا بتصريحات لأمين عام الجامعة العربية السيد عمرو موسى حول العلاقة العربية الإيرانية، فهل ما يطالب به جنبلاط قابل للتنفيذ؟

بالطبع لا! لكننا لا نعلم إذا ما كان حديث جنبلاط يأتي عن قناعة، أم هو غزل مع إيران، ليحمي جنبلاط مصالحه، ومصالح طائفته، أم أنه استشعار لخطر قادم؟ فلو أرادت إيران مساعدة لبنان، لأوعزت لحزب الله لسد باب الذرائع أمام إسرائيل.

ولمن لهم ذاكرة القطط في لبنان، أو منطقتنا، فلا بد أن نتذكر يوم أطلقت صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل في ذروة الحرب على غزة، فحينها خرج حسن نصر الله ليرد على من اتهموا الحزب بالوقوف خلف إطلاق تلك الصواريخ، واتهمهم بأنهم يريدون إعطاء إسرائيل الذرائع لتشن هجوما على حزب الله، الذي اكتفى زعيمه وقتها بالفرجة على ما يحدث في غزة مثله مثل طهران، حيث حذر يومها المرشد الإيراني مواطنيه من التدخل في تلك المعركة، متعذرا بعدم وجود حدود إيرانية مع إسرائيل، رغم وجود الجبهة السورية، وجبهة حزب الله، ففي حرب غزة اكتفى نصر الله بالصراخ في الإعلام، وإرسال خلاياه إلى مصر.

فلماذا سد نصر الله باب الذرائع يومها على إسرائيل، ولا يسده اليوم، حماية للبنان؟ السبب بالطبع هو أن تسخين جبهة لبنان اليوم ضد إسرائيل يخدم أهداف إيران التفاوضية مع المجتمع الدولي، حيث أن النظام الإيراني، ووفقا للمقترحات التي قدمها للغرب، يقدم نفسه على أنه من يملك حل كل العقد في المنطقة.

ولذلك فنحن في حيرة جراء تصريحات جنبلاط الأخيرة، خصوصا أن وليد بك ينادي أيضا بتفاهم سعودي سوري إيراني لتشكيل حكومة لبنان، ومجرد القبول بحوار مع إيران على ذلك يعني القبول بزعامة إيران على المنطقة، ودولها، فنكون قد أقررنا لإيران بالسيطرة على لبنان، والعراق، والأمر لا ينتهي عند هذا الحد بالطبع، فنحن مطالبون أيضا بالوحدة العربية مع إيران!

وهذا أمر مضحك بحد ذاته، ولو قاله عمرو موسى، مع كل الود له، وحتى لو نادت به قيادات عربية، فكما أسلفنا من قبل فمجرد القبول بالتدخل الإيراني، أو الوحدة مع إيران، فإننا نكون كالشاة التي قررت الارتماء في أحضان الذئب، حيث نبايع إيران الزعامة علينا وعلى أوطاننا، فأي انهزامية أكثر من ذلك، بل هل هذه هي الطريقة للحفاظ على العروبة التي يتغنى بها البعض في منطقتنا، وتحديدا في لبنان؟

الحق أننا نحن العرب أشد خطرا على أنفسنا من إسرائيل وإيران وغيرهما، فيبدو أنه لم يتبق إلا أن تصبح إيران دولة وعضوا في الجامعة العربية!

[email protected]